لأنه من: نادّه ينادّه إذا كان نظيراً له مكافئاً له.
قوله تعالى:{يحبونهم كحب الله} أي يحبون تلك الأنداد؛ وجاء الضمير جمعاً للعاقل دون أن يأتي بضمير المؤنث - مع أن الأكثر من هذه الأنداد أنها لا تعقل؛ وغير العاقل يكون ضميره مؤنثاً - باعتبار عقيدة عابديها؛ لأنهم يعتقدون أنها تنفع وتضر.
وجملة:{يحبونهم} صفة لأنداد؛ ويحتمل أن تكون استئنافية لبيان معنى اتخاذهم أنداداً.
وقوله تعالى:{كحب الله} أي كحبهم لله؛ أو كحب المؤمنين لله؛ والأول أظهر؛ ولهذا جعلوهم أنداداً - أي هؤلاء جعلوا هذه الأصنام مساوية لله في المحبة فيحبونهم كحب الله -؛ فهم يحبون هذه الأصنام، ويعتقدون أنها تنفع، وتضر؛ ولا فرق في ذلك بين من يتخذ محبوباً إلى الله عز وجل، أو غير محبوب إليه؛ فمن اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم نداً لله في المحبة، والتعظيم، كمن اتخذ صنماً من شجر، أو حجر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الصنم كلاهما لا يستحق أن يكون نداً لله عز وجل؛ ولهذا لما نزلت:{إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}[الأنبياء: ٩٨]، وكان ظاهر الآية يشمل الأنبياء الذين عُبدوا من دون الله، استثناهم الله سبحانه وتعالى في قوله:{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}[الأنبياء: ١٠١]- ولو عُبِدوا من دون الله -؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قال له:«ما شاء الله وشئت»: «أجعلتني لله نداً!!! بل ما شاء الله وحده»(١)؛ فأنكر عليه أن يجعله نداً لله.