للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله تعالى: {من آمن بالله}؛ تقدم أن «الإيمان» في اللغة بمعنى التصديق؛ لكنه إذا قرن بالباء صار تصديقاً متضمناً للطمأنية، والثبات، والقرار؛ فليس مجرد تصديق؛ ولو كان تصديقاً مطلقاً لكان يقال: آمنه - أي صدقه؛ لكن «آمن به» مضمنة معنى الطمأنينة، والاستقرار لهذا الشيء؛ وإذا عديت باللام - مثل: {فآمن له لوط} [العنكبوت: ٢٦]- فمعناه أنها تضمنت معنى الاستسلام والانقياد.

قوله تعالى: {واليوم الآخر}: هو يوم القيامة؛ وسمي آخراً؛ لأنه ليس بعده يوم.

قوله تعالى: {والملائكة} جمع ملَك؛ وهم عالَم غيبي خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور، وذللهم لعبادته، وهم لا يستكبرون عن عبادته، ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وهم أجسام ذوو عقول؛ لقوله تعالى: {جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة} [فاطر: ١]؛ ولقوله تعالى في وصف جبريل: {إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين} [التكوير: ١٩ ــ ٢١].

قوله تعالى: {والكتاب}؛ المراد به الجنس؛ فيشمل كل كتاب أنزله الله عز وجل على كل رسول.

قوله تعالى: {والنبيين} يدخل فيهم الرسل؛ لأن كل رسول فهو نبي، ولا عكس: قال الله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء: ١٦٣].

قوله تعالى: {وآتى} بالمد؛ بمعنى أعطى؛ إذاً هي تنصب مفعولين؛ المفعول الأول: {المال}؛ والمفعول الثاني: قوله