للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الآيات البينات - أي الواضحات؛ فهو جامع بين الهداية، والبراهين الدالة على صدق ما جاء فيه من الأخبار، وعلى عدل ما جاء فيه من الأحكام.

قوله تعالى: {من الهدى} صفة لـ {بينات} يعني أنها بينات من الدلالة والإرشاد.

قوله تعالى: {والفرقان}: مصدر، أو اسم مصدر؛ والمراد أنه يفرق بين الحق، والباطل؛ وبين الخير، والشر؛ وبين النافع، والضار؛ وبين حزب الله، وحرب الله؛ فرقان في كل شيء؛ ولهذا من وفق لهداية القرآن يجد الفرق العظيم في الأمور المشتبهة؛ وأما من في قلبه زيغ فتشتبه عليه الأمور؛ فلا يفرق بين الأشياء المفترقة الواضحة.

قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر}؛ {شهد} بمعنى شاهد؛ وقيل: بمعنى حضر؛ فعلى القول الأول يرد إشكال في قوله تعالى: {الشهر}؛ لأن الشهر مدة ما بين الهلالين؛ والمدة لا تشاهد؛ والجواب أن في الآية محذوفاً؛ والتقدير: فمن شهد منكم هلال الشهر فليصمه؛ والقول الثاني أصح: أن المراد بـ {شهد} حضر؛ ويرجح هذا قوله تعالى: {ومن كان مريضاً أو على سفر}؛ لأن قوله تعالى: {على سفر} يقابل الحضر.

قوله تعالى: {فليصمه} أي فليصم نهاره.

قوله تعالى: {ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}؛ هذه الجملة سبقت؛ لكن لما ذكر سبحانه وتعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، وكانت هذه الآية ناسخة لما قبلها قد يظن الظان أنه نسخ حتى فطر المريض والمسافر؛ فأعادها سبحانه وتعالى تأكيداً لبيان الرخصة، وأن الرخصة ــ حتى بعد أن تعين