أو سابق الخيل أعطى الحضر متئداً ... والشد والكر والتقريب والخببا
وأكثر ما حكينا من هذا، فعن أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد الفقيه؛ وأخبرني أن المنصور أبا عامر لما فتح شنت ياقب أو غيرها من القلاع الحصينة التي يقال إن أحداً لم يصل إليها قبله، استدعى أبو عمر أحمد بن محمد بن دراج، وأبو مروان عبد الملك بن إدريس المعروف بابن الجزيري، وأمرا بإنشاء كتب الفتح إلى الحضرة، وإلى سائر الأعمال، فأما ابن الجزيرى فقال: سمعاً وطاعة، وأما ابن دراج فقال: لا يتم لي ذلك في أقل من يومين أو ثلاثة، وكان معروفاً بالتنقيح، والتجويد، والتؤدة، فخرج الأمر إلى ابن الجزيري بالشروع في ذلك، فجلس في ظل السرادق ولم يبرح حتى أكمل الكتب في ذلك، وقيل لابن دراج افعل ذلك على اختيارك، فقد فسح لك فيه، ثم جاء بعد ذلك بنسخة الفتح، وقد وصف الغزاة من أولها إلى آخرها، ومشاهد القتال، وكيفية الحال، بأحسن وصف، وأبدع رصف، فاستحسنت ووقع الإعجاب بها، ولم تزل منقولة متداولة وإلى الآن، وما بقي من نسخ ابن الجزيري في ذلك الفتح على كثرتها عين ولا أثر.
ومن مذهبات أشعاره في ذي الرياستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة: قصيدة طويلة أولها: