للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتيناك لا عن حاجة عرضت لنا ... إليك ولا قلب إليك مشوق

ولكننا زرنا بضعف عقولنا ... حماراً تولى برنا بعقوق

فأجابه عبد الملك:

حجبناك لما زرتنا غير تائق ... بقلب عدو في ثياب صديق

وما كان بيطار الشآم لموضع ... يباشر فيه برنا بخليق

؟ أحمد بن عبد الملك بن مروان، أديب شاعر، ذكره أبو محمد علي ابن أحمد في المتقدمين من الشعراء، فأثنى عليه، وأورد له أحمد بن فرج الجياني في الحدائق أشعارا، ومنها:

حلفت لمن رمى فأصاب قلبي ... وقلبه على جمر الصدود

لقد أودى تذكره بجسمى ... ولست أشك أن النفس تودى

تولى الصبر عني مذ تولى ... وعاودني من الأحزان عيدى

فقيد وهو موجود بقلبي ... فواعجباً لموجود فقيد

؟ أحمد بن عبد الملك بن هاشم أبو عمر المعروف بابن المكوى الإشبيلي، كان فقيهاً معظماً، ومفتياً مقدماً، على جميع من إليه الفتوى بقرطبة، وانتهت إليه الرياسة في ذلك في وقته، وقد جمع هو وأبو مروان المعيطى الفقيه كتاباً في أقاويل مالك رحمه الله، على نحو الكتاب الباهر الذي جمع فيه أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد القاضي المصري أقاويل أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه، أمرهما بالاجتماع على جمع ذلك وترتيبه، المنصور أبو عامر محمد ابن أبي عامر، وهو كان المتغلب عل الأمور بالأندلس كلها في ذلك

<<  <   >  >>