؟ أحمد بن عبد الملك، بن أحمد بن عبد الملك، بن عمر بن محمد بن عيسى ابن شهيد، أبو عامر أشجعي النسب، من ولد الوضاح بن رزاح الذي كان مع الضحاك يوم المرج؛ من العلماء بالأدب ومعاني الشعر وأقسام البلاغة، وله حظ من ذلك بسق فيه، ولم ير لنفسه في البلاغة أحداً يجاريه، وله كتاب حانوت عطار في نحو من ذلك، وسائر رسائله وكتبه نافعة الجد، كثيرة الهزل، وشعره كثير مشهور؛ وقد ذكره أبو محمد علي بن أحمد مفتخراً به، فقال: ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن شهيد، وله من التصرف في وجوه البلاغة وشعابها مقدار ينطق فيه بلسان مركب من لساني عمرو، وسهل.
أخبرني أبو محمد علي بن أحمد قال: كتب إلي أبو عامر بن شهيد في علته بهذه الأبيات:
ولما رأيت العيش لوى برأسه ... وأيقنت أن الموت لاشك لاحقي
تمنيت أني ساكن في عباءة ... بأعلى مهب الريح في رأس شاهق
أرد سقيط الحب في فضل عيشتى ... وحيداً وأحسوا الماء بين المفالق
خليلي من ذاق المنية مرة ... فقد ذقتها خمسين قولة صادق
كأني وقد حان ارتحالي لم أفز ... قديماً من الدنيا بلمحة بارق
فمن مبلغ عني ابن حزم، وكان لي ... يداً في ملماتى وعند مضايقى
عليك سلام الله إني مفارق ... وحسبك زاداً من حبيب مفارق
فلا تنس تأتينى إذا ما فقدتنى ... وتذكار أيامى وفضل خلائقى
وحرك له بالله من أهل فننا ... إذا جئتموني كل شهم غرانق