ولا أميل على خلي فآكله ... إذا غرثت وبعض الناس ذؤبان
ود الفتى منهم لو مت من يده ... وأنه منك ضخم الجوف ملآن
وقوله:
ألمت بالحب حتى لو دنا أجلى ... لما وجدت لطعم الموت من ألم
وذادني في كرمي عمن ولهت به ... ويلي من الحب أو ويلى من الكرم
وقوله:
إن الكريم إذا نالته مخمصة ... أبدى إلى الناس شبعاً وهو طيان
يحنى الضلوع على مثل اللظى حرقا ... والوجه غمر بماء البشر ملآن
وقوله:
كتبت لها إنني عاشق ... على مهرق الكتم بالناظر
فردت على جواب الهوى ... بأحور في مائه حائر
منعمة نطقت بالجفو ... ن فدلت على دقة الخاطر
كأن فؤادى إذا أعرضت ... تعلق في مخلبي طائر
وقوله:
أقل كل قليل جل ذي أدب ... بين الورى وأقل الناس إخوان
وما وجدت أخافي الدهر يذكرني ... إذا سما وعلا يوماً به الشان
قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: توفي أبو عامر بن شهيد ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى، سنة ست وعشرين وأربع مائة بقرطبة، ودفن يوم السبت ثاني يوم وفاته في مقبرة أم سلمة، وصلى عليه جهور بن محمد بن جهور أبو الحزم، وكان حين وفاته حامل لواء الشعر والبلاغة، لم يخلف لنفسه نظيراً في هذين