لي لأنه قد ذهب مني الأطيبان، فقال له المأمون: لابد من ذلك، فقال الشيخ: فاسمع ما حضرني، فقال اقتضاباً:
أبعد ستين أصبوا ... والشيب للمرء حرب
شيب وسن وإثم ... أمر لعمرك صعب
يابن الإمام فهلا ... أيام عودى رطب
وإذا شفاء الغواني ... مني حديث وقرب
وإذ مشيبى قليل ... ومنهل العيش عذب
فالآن لما رأى بي ... عواذلي ما أحبوا
آليت أشرب راحاً ... ما حج لله ركب
فقال المأمون: ينبغي أن تكتب بالذهب، وأمر له بجائزة وتركه.
أحمد بن عمرو بن منصور الإلبيري صاحب صلاة إلبيرة وخطيبها، فقيه، محدث، عالم، صالح يفهم الحديث، ويعرف الرجال، ويحفظ، وهو من موالى بنى أمية، وله رحلة لقى فيها محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني بمصر، وروى عنه مسنده، وسمع يونس بن عبد الأعلى، وغيره. مات بالأندلس سنة اثنتى عشرة وثلاث مائة. روى عنه خالد بن سعد وغيره.
أخبرنا أبو محمد على بن أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلمة، قال: أخبرني أحمد بن خليل، قال: حدثنا خالد بن سعد، قال: أخبرني أحمد بن عمرو بن منصور صاحب صلاة إلبيرة، وكان من الصالحين، قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سئل مالك عن الإمام هل يرفع يديه عند الركوع؟ فقال: نعم! قيل له: وبعد ما يرفع رأسه من الركوع؟ قال: إنه ليومر بذلك. قال خالد: وصلى بنا أحمد بن عمر وبحاضرة مدينة إلبيرة، وكان من