للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم يزل يلقى عليه واحداً بعد آخر حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه، ثم انتدب له الثالث، والرابع، إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على: لا أعرفه؛ فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث، والرابع، على الولاء حتى أتى على تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها، فأقر له الناس بالحفظ، وأذعنوا له بالفضل.

وأخبرني أبو العباس العذري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن ابن محمد الشافعي، قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن، قال: أنشدني ابن عائشة:

لأشكرنك معروفاً هممت به ... لأن همك بالمعروف معروف

ولا أذم وإن لم يمضه قدر ... فالشيء بالقدر المحتوم مصروف

كذا وقع؛ وأنا أظن أن في الإسناد نقصاناً.

وأخبرنا أبو العباس العذري، قال: حدثنا أبو البركات محمد بن عبد الواحد الزبيدى، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافى، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، قال: لما وصل المأمون إلى بغداذ وقر بها، قال ليحيى ابن أكثم: وددت أنى وجدت رجلاً مثل الأصمعي ممن عرف أخبار العرب وأيامها وأشعارها، فيصحبنى كما صحب الأصمعي الرشيد؛ فقال له يحيى: ها هنا شيخ يعرف هذه الأخبار، يقال له عتاب بن ورقاء من بني شيبان، قال: فابعث لنا فيه يجئنى، فبعث فحضر فقال له يحيى: إن أمير المؤمنين يرغب في حضورك مجلسه ومحادثته، فقال: أنا شيخ كبير، ولا طاقة

<<  <   >  >>