قال: وكان أحفظ أهل زمانه للغة، وأرواهم للشعر، وأعلمهم بعلل النحو على مذهب البصريين، وأكثرهم تدقيقاً في ذلك؛ قال: وسألته لما قيل له القالى؟ فقال: لما انحدرنا إلى بغداذ كنا في رفقة فيها أهل قالى قلا، وهي قرية من قرى مناز جرد، وكانوا يكرمون لمكانهم من الثغر، فلما دخلنا بغداذ، نسيت إليهم لكوني معهم، وثبت ذلك علي. قال لنا أبو محمد علي بن أحمد، وقد ذكر كتاب أبي علي المسمى بالنوادر في الأخبار والأشعار، فقال: وهذا الكتاب مبار للكتاب الكامل الذي جمعه أبو العباس المبرد، ولئن كان كتاب أبي العباس أكثر نحواً وخبراً، فإن كتاب أبي علي لأكثر لغة وشعراً؛ قال: ومن كتبه في اللغة البارع، كاد يحتوى على لغة العرب، وكتابه في المقصور والممدود والمهموز ولم يؤلف في بابه مثله؛ وكان الحكم المستنصر قبل ولايته الأمور وبعد أن صارت إليه، يبعثه على التأليف، وينشطه بواسع العطاء، ويشرح صدره بالإفراط في الإكرام؛ ومات أبو علي بقرطبة في أيام الحكم المستنصر بالله، في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وكان مولده سنة ثمانين ومائتين، وقيل سنة ثمان وثمانين. حكى ذلك غير واحد من شيوخنا، وأكثر من يحدث عنه بالمغرب، أو يحكى عنه يقول: أبو علي إسماعيل بن القاسم البغداذي، نسبوه إليها لطول مقامه بها، ووصوله إليهم منها.
أخبرنا أبو محمد علي بن محمد، قال: أنا عبد الله بن ربيع التميمي، قال: نا أبو علي إسماعيل بن القاسم البغداذي، قال: