للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أندى بمقربة كسرحان الفضا ... ركضاً وأوثر في مثار القسطل

مولاى مؤنس غربتي متخطفى ... من ظفر أيامى ممنع معقلى

عبد نشلت بضبعة وغرسته ... في نعمة أهدى إليك بايل

سميته غرسية وبعثته ... في حبله ليتاح فيه تفاؤلى

فلئن قبلت فإن أسنى نعمة ... أسدى بها ذو منحة وتطول

صبحتك غادية السرور وجللت ... أرجاء ربعك بالسحاب المخضل

فقضى في سابق علم الله عز وجل وتقديره: أن غرسية بن شايخه من ملوك الروم، وهو أمنع من النجم، أسر في ذلك اليوم بعينه الذي بعث فيه صاعد بالأيل، وسماه غرسية تفالاً بأسره؛ هكذا فليكن الجد للصاحب والمصحوب، وكان أسر غرسية في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.

خرج أبو العلاء صاعد في أيام الفتنة من الأندلس وقصد صقلية فمات بها قريباً من سنة عشر وأربع مائة فيما بلغني عن سن عالية.

صعصعة بن سلام أندلسي فقيه من أصحاب الأوزاعي، وهو أول من أدخل الأندلس مذهب الأوزاعي؛ مات سنة اثنين وتسعين ومائة، قاله أبو محمد علي ابن أحمد. وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس: إن صعصعة بن سلام دمشقي يكن أبا عبد الله، قدم مصر وروى عن الأوزاعي؛ ويروى عنه من أهل مصر فيما علمت موسى بن ربيعة الجمحى، ثم صار إلى الأندلس وكتب عنه فيما هنالك، ولم يزل بالأندلس إلى زمان هشام بن عبد الرحمن؛ وتوفي بها قريباً من سنة ثمانين ومائة. وقال: كان أول من أدخل الحديث الأندلس.

<<  <   >  >>