النفري المعروف بابن أبي زيد، وأبي الحسن علي بن محمد ابن خلف المعروف بالقابسي، وبمصر من أبي بكر احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، وأبي محمد بن الضرار، وبمكة من أبي يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصيدلاني المكي، وسمع أيضاً من أبي عبد الله أحمد بن عمر بن الزجاج القاضي وغيره؛ وله تاريخ في العلماء والرواة للعلم بالأندلس، وكتاب كبير في المؤتلف والمختلف.
أخبرنا عنه ابنه أبو بكر مصعب بن عبد الله الحاكم، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد ابن حزم، ومات مقتولاً في الفتنة أيام دخول البرابر قرطبة سنة أربعمائة.
أخبرني أبو محمد علي بن أحمد، قال: أخبرني أبو الوليد بن الفرضى، قال: تعلقت بأستار الكعبة وسألت الله الشهادة، ثم انحرفت وفكرت في هول القتل فندمت، وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك فاستحييت. قال أبو محمد فأخبرني من رآه بين القتلى فدنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف، وهو في آخر رمق: لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك "؛ كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك، قال: ثم قضى نحبه على إثر ذلك؛ وهذا الحديث في الصحيح أخرجه مسلم بن الحجاج عن عمرو بن محمد النقاد وأبي خيثمة زهير بن حرب عن سفيان، عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة مسنداً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو عمر بن عبد البر، قال: أخبرني أبو الوليد بن الفرضى بتاريخه في العلماء والرواة للعلم بالأندلس، قال: وأخبرنا عن ابن أبي زيد برسالته في الفقه، وعن أبي الحسن القابسي بكتابه المعروف بكتاب المنية