للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لذوى الفطن على غوائل الفتن أنشدني أبو محمد ابن أبي عمر اليزيدي الحافظ، قال: أندشني أبو بكر محمد بن إسحاق المهلبي لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضى قصيدة قالها في طريقه إلى المشرق، وكتب بها إلى أهله، وكان قد رحل في طلب العلم وتغرب ثم حفظ وألف في المؤتلف والمختلف وغيره، وتوفي في حدود الأربع مائة مقتولاً مظلوماً في تلك الفتن:

مضت لي شهور منذ غبتم ثلاثة ... وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا

ومالي حياة بعدكم أستلذها ... ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا

ولم يسلني طول التنائي هواكم ... بلى زادني وجداً وجدد لي ذكرى

يمثلكم لي طول شروقي إليكم ... ويدنيكم حتى أناجيكم سرا

سأستعتب الدهر المفرق بيننا ... وهل نافعي إن صرت أستعتب الدهرا

أعلل نفسي بالمنى في لقائكم ... وأستسهل البر الذي جبت والبحرا

ويؤنسني طي المراحل دونكم ... أروح على أرض وأغدو على أخرى

وتالله ما فارقتكم عن قلى لكم ... ولكنها الأقدار تجرى كما تجرى

رعتكم من الرحمن عين بصيرة ... ولا كشفت أيدي الردى عنكم سترا

وأنشدني له أبو بكر علي بن أحمد الفقيه:

إن الذي أصبحت طوع يمينه ... إن لم يكن قمراً فليس بدونه

ذلى له في الحب من سلطانه ... وسقام جفنى من سقام جفونه

عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري والد أبي عمر يوسف بن عبد الله الحافظ، سمع من أحمد بن مطرف وطبقته وكان يقرأ على الشيوخ ويسمع الناس

<<  <   >  >>