لذوى الفطن على غوائل الفتن أنشدني أبو محمد ابن أبي عمر اليزيدي الحافظ، قال: أندشني أبو بكر محمد بن إسحاق المهلبي لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضى قصيدة قالها في طريقه إلى المشرق، وكتب بها إلى أهله، وكان قد رحل في طلب العلم وتغرب ثم حفظ وألف في المؤتلف والمختلف وغيره، وتوفي في حدود الأربع مائة مقتولاً مظلوماً في تلك الفتن:
مضت لي شهور منذ غبتم ثلاثة ... وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا
ومالي حياة بعدكم أستلذها ... ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا
ولم يسلني طول التنائي هواكم ... بلى زادني وجداً وجدد لي ذكرى
يمثلكم لي طول شروقي إليكم ... ويدنيكم حتى أناجيكم سرا