للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبرني أبو الحسن العابدي: أن أبا مروان الطبني لما رجع إلى قرطبة أملى فاجتمع إليه في مجلس الإملاء خلق كثير، فلما رأى كثرتهم أنشد:

إني إذا احتوشتني ألف محبرة ... يكتبن حدثني طوراً وأخبرني

نادت بعقرتي الأقلام معلنة ... هذى المفاخر لاقعبان من لبن

ثم أنشدني هذين البيتين الإمام أبو محمد التمميمي قال أنشدني بعض شيوخنا لأبي بكر الخوازمي:

إني إذا حضرتني ألف محبرة ... تقول أنشدني شيخي وأخبرني

نادت بإقلامي الأقلام ناطقة ... هذي المكارم لاقعبان من لبن

عبد الملك بن سليمان الخولاني أبو مروان، محدث سمع بالأندلس وإفريقية ومصر ومكة؛ وسمعنا بالأندلس منه الكثير، ومات بها قبيل الأربعين وأربع مائة، في جزيرة من جزائرها يقال لها ميورقة وكان شيخاً صالحاً عبد الملك بن سعيد المرادي الخازن، رئيس أديب شاعر، كثير الشعر موصوف بالفضل؛ ومن شعره في وصف ناعورة:

ناهيك ناعورة تعالت ... على صفاتي مع اقتداري

يحملها الماء بانقياد ... وتحمل الماء باقتسار

تذكر طوراً حنين ناى ... وتارة من زئير ضاري

تسقى بساتين حاويات ... غرائب الروض والثمار

طلوع عبد العزيز فيها ... كالشمس في جنة القرار

<<  <   >  >>