والمرأة والكبير الفاني ". قال ابن حبيب: وحدثنيه أيضاً أسد بن موسى، عن محمد بن الفضيل، عن محمد بن كعب القرظي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنشدني أبو محمد علي بن أحمد لعبد الملك بن حبيب:
صلاح أمرى والذي أبتغي ... سهل على الرحمن في قدرته
ألف من الحمر وأقلل بها ... لعالم أوفى على بغيته
زرياب قد يأخذها دفعة ... وصنعتي أشرف من صنعته
عبد الملك بن زيادة أبي مضر بن علي السعدي التميمي الحماني أبو مروان الظبني من أهل بيت جلالة ورياسة، من أهل الحديث والأدب، إمام في اللغة شاعر، وله رواية وسماع بالأندلس، وقد رحل إلى المشرق غير مرة على كبر، وسمع بمصر والحجاز، وحدث بالمشرق عن إبراهيم بن محمد بن زكرياء الزهري النحوي الأندلس، رأيته بالمدينة في آخر حجة حجها، ورجع إلى الأندلس، ومات بقرطبة بعد الخمسين وأربع مائة مقتولا فيما بلغني، وشعره على طريقة العرب، ومن ذلك قوله:
وضاعف ما بالقلب يوم رحيلهم ... على ما به منهم حنين الأباعر
أتجزع آبال الخليط لبينهم ... وتسفح من دمع سريع البوادر
وأصبر عن أحباب قلب ترحلوا ... ألا إن قلبي صابر غير صابر
وأنشدني له الرئيس أبو رافع الفضل بن علي أحمد بن سعيد، قال: أنشدني أبو مروان الطبني لنفسه:
دعني أسر في البلاد مبتغياً ... فضل ثراء إن لم يعر؟ زانا
فبيذق النطع وهو أحقر ما ... فيه إذا سار صار فرزانا