للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالفتح، ولولا ذلك لقلنا إن أحدهما ابن الآخر، ويحتمل أن يكونا حضرا الفتح فإن لم يكن فقد انقلب على أحدهما والله أعلم.

عمر بن الشهيد التجيبي أبو حفص لا أحفظ اسم أبيه، وهذه صفة نسب إليها فغلبت عليه، وهو رئيس شاعر مشهور بالأدب كثير الشعر، متصوف في القول، مقدم عند أمراء بلده، وقد شاهدته في حدود الأربعين وأربعمائة بالمرية، وكتبت من أشعاره طرفاً ومنه:

في صحبة الناس في ذا الدهر معتبر ... لا عين تونق منها لا ولا أثر

ليست تشيخ ولا يؤدى بها هرم ... لكنها في شباب السن تحتضر

إذا حبت بينهم أطفال ودهم ... لم يترك البغي حابيهن يتغر

كأنها شرر سام على لهب ... يعدو الحمود عليها حين ينتشر

كان ميثاقهم ميثاق غانية ... تعطيك منه الرضى ما يسلب الضجر

فلا يغرنك من قول طلاوته ... فإنما هي نوار ولا ثمر

لو ينفق الناس مما في قلوبهم ... في سوق دعواهم للصدق ما تجروا

لكنهن نقود القول جارية ... على مقادير ما يقضى به الوطر

يغضى المحنك أو يغضى لحنكته ... وبين ذاك وهذا ينفذ العمر

تسابق الناس إعجاباً بأنفسهم ... إلى مدى دونه الغايات تنحسر

فللتسامي ضباب في صدورهم ... وللتكبر في آنافهم نعر

وما عذلتهم إلا عذرتهم ... فالجهل ليس له سمع ولا بصر

وله:

تعلم لحظك سفك الدماء ... وأنت تعلمت أن لا تدى

فليتك إذ كنت لي ممرضا ... رثيت فررت مع العود

حنانيك إن هلاك العبي ... د مما يعود على السيد

<<  <   >  >>