وقد رطبت قبل على الأمهات ... فطب بعد واطرب على ذي البنات
أبو بكر الخولاني الباجي من أهل باجة، سكن إشبيلية، من الأدبارء الشعراء المشهورين، أنشدني أبو بكر عبد الله بن حجاج له وقد تنزه معه فخر الدولة أبي عمرو عباد بن القاضي أبو القاسم بن عباد ويصف المركب، والنهر، والسمك، والملك:
عباد يا بن الحلاحل الملك ... وضارب القرن كل معترك
أما ترى النهر كالسماء بدت ... في جوزه أنجم من السمك
وأنت كالشمس فيه نيرة ... والسفن تجري كجرية الفلك
أبو بكر المغيلي، شاعر كان في أيام الحكم المستنصر، وله مع الحاجب أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي مجاوبات بالشعر، وله إلى أبي بكر اللؤلؤي إثر علة اعتلها يعظه:
تبين فقد وضح المعلم ... وبان لك الأمر لو تفهم
هو الدهر لست له آمناً ... ولا أنت من صرفه تسلم
وإن أخطأتك له أسهم ... أصابتك بعد له أسهم
لياليه تدني إليك الردى ... ذوائب في ذاك ما تسأم
أتفرح بالبرء بعد الضنا ... وفي البرء داؤك لو تعلم
فأين الملوك وأتباعهم ... ودنياهم أدبرت عنهم
فهذي القبور بهم عمرت ... وتلك القصور خلت منهم
لقد صرح الحق عن غيبه ... وبان لك الحزم لو تعزم
فحتى متى أنت طوع الردى ... وتعصى الآله ولا تندم
إلى الهل نشكو قلوباً قست ... ونشكو مدامع ما تسجم