أبو بكر بن وافد قاضي الجماعة بقرطبة، فقيه مشهور، ومن أهل بيت مذكور، كان قبل الأربع مائة.
أبو بحر بن الفرج، أديب شاعر، أنشدني له الحاكم أبو شاكر عبد الواحد بن محمد بن القبري بشاطبة، يعاتب أبا العباس بن ذكوان القاضي، وقد أخرج ذراعه في مجلس الحكم في خصومه حضر فيها، فنهاه القاضي، فقال:
جهلت أبا العباس تأديب فاتك ... صعاليكها وقف على فتكاني
تؤنبني أن لاح مني معصم ... له ميسم في ظهر كل شوات
ولست من القوم الألي قيل فيهم ... ولا هي إن أنصفتني بصفاني
يغطين أطراف البنان من التفى ... ويخرجن جوف الليل معتجرات
أبو بكر بن القطوبة، صاحب الشرطة، من أهل إشبيلية، أديب شاعر متأخر، وله سلف في الأدب، ذكره أبو الوليد بن عامر، وذكر أنه أنشده لنفسه من أبيات:
ضحك الثرى وبدا لك استبشاره ... واخضر اربه وطر عذاره
ورنت حدائقه وآزر نبته ... وتفطرت أنواره وثماره
واهتز ذابل نبت كل قرارة ... لما أى متطلعاً آذاره
ونعممت صلع الربى بنباتها ... وترنمت من عجمة أطياره
وكأنما الروض الأنيق وقد بدت ... متلونات غضة أنواره
بيضاً وصفراً فاقعات صائغ ... لم ينأ درهمه ولا ديناره
سبك الخميلة عسجداً ووذيلة ... لما غدت شمس الظهيرة ناره