للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الِاحْتِجَاج عَلَى ظَنّه أَن ذَلِك كَانَ فِي يَوْم وَاحِد. قَالَ الْأَصْحَاب: وَهُوَ

وهم؛ فَإِن بَين الْمَدِينَة وكراع الغميم ثَمَانِيَة أَيَّام، وَالْمرَاد من الحَدِيث أَنه

صَامَ أَيَّامًا فِي سَفَره، ثمَّ أفطر. وَقيل: إِن الْمُزنِيّ تبين لَهُ ذَلِك فَرجع عَن

هَذَا الِاحْتِجَاج وَإِن لم يرجع عَن مذْهبه. هَذَا لَفظه، وَذكر غَيره أَن كرَاع

الغميم عِنْد عسفان، وَأَن بَينه وَبَين الْمَدِينَة نَحْو سَبْعَة أَيَّام، أَو ثَمَانِيَة.

وَعبارَة بَعضهم أَنه وادٍ أَمَام عُسفان بِثمَانِيَة أَمْيَال، وَعبارَة الْبكْرِيّ فِي

«مُعْجَمه» (١) : كُراع - بِضَم أَوله وبعين مُهْملَة فِي آخِره - منزل من منَازِل

بني عبس. وَقَالَ (٢) فِي رسم العقيق: الغميم: وادٍ، والكراع: جبل أسود

عَن يسَار الطَّرِيق شَبيه بِالْكُرَاعِ. وَقَالَ صَاحب «الْمطَالع» : كرَاع الغميم:

بِفَتْح الْغَيْن وَكسر الْمِيم، وبضم الْغَيْن أَيْضا وَفتح الْمِيم. وَفرق الْحَازِمِي

بَينهمَا فِي «أَسمَاء الْأَمَاكِن» ، فَقَالَ: هُوَ بِفَتْح الْغَيْن، مَوضِع بَين مَكَّة

وَالْمَدينَة، لَهُ ذكر فِي الحَدِيث والمغازي، وَبِضَمِّهَا وبفتح الْمِيم: وادٍ فِي

ديار حَنْظَلَة من بني تَمِيم. وَهَذَا الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ (٣) من حَدِيث

ابْن عَبَّاس «أَنه عَلَيْهِ السَّلَام خرج إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان (فصَام) (٤) حَتَّى بلغ

(الكديد) (٥) أفطر فَأفْطر النَّاس ". قَالَ أَبُو عبد الله: (الكديد) (٦) مَاء بَين

عسفان وقديد. وَفِي رِوَايَة (٧) لَهُ: " خرج من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة (فصَام) (٨)


(١) «مُعْجم مَا استعجم» (٤ / ١٤) .
(٢) «مُعْجم مَا استعجم» (٣ / ٢١٦) .
(٣) «صَحِيح البُخَارِيّ» (٤ / ٢١٣ رقم ١٩٤٤) .
(٤) سَقَطت من «م» وَفِي «أ» : فَقَامَ. والمثبت من «ل» و «صَحِيح البُخَارِيّ» .
(٥) فِي «أ، ل» : الكدية. والمثبت من «م» و «صَحِيح البُخَارِيّ» .
(٦) فِي «أ، ل» : الكدية. والمثبت من «م» و «صَحِيح البُخَارِيّ» .
(٧) «صَحِيح البُخَارِيّ» (٤ / ٢٢٠ رقم ١٩٤٨) .
(٨) سَقَطت من «م» وَفِي «أ» : فَقَامَ، والمثبت من «ل» و «صَحِيح البُخَارِيّ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>