للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحق تقريبك في الأجساد ... وشربك القهوة كالفرصاد

بما بعينيك من السواد ... وطول تقطيعك للأكباد

وسلبك العشاق حسن الصبر

بحق ما قدس شعيا فيه ... بالحمد لله وبالتنزيه

بحق نسطور وما يرويه ... عن كل ناموس له فقيه

متبع في نهيه والأمر

شيخان كانا من شيوخ العلم ... وبعض أركان التقى والحلم

لم ينطقا قط بغير فهم ... موتهما كان حياة الخصم

وعنهم أخبر كل حبر

بحرمة الأسقف والمطران ... والجاثليق العالم الرباني

والقس والشماس والديراني ... والبترك الأكبر والرهبان

والمغرباني ذي الخصال الزهر

بحرمة المحبوس في أعلى الجبل ... ومار قولا حين صلى وابتهل

وبالكنيسات القديمات الأول ... وبالسليح المرتضى بما فعل

وما أتاه من فعال البر

بحرمة الأسقوفيا والبيرم ... وما حوى مغفر رأس مريم

بحرمة الصوم الكبير الأعظم ... وحق كل بركة ومحرم

من شرف سام عظيم الفخر

بحق يوم الذبح ذي الاشراق ... وليلة الميلاد والتلاقي

والمذهب المذهب للنفاق ... والفصح يا مهذب الأخلاق

وكل ميقات جليل القدر

بكل قداس على قداس ... قدسه القس مع الشماس

وقربوا يوم الخميس الناسي ... وقدموا الكاس لكل حاسي

توقد في راحته كالجمر

ألا رغبت في رضا أديب ... باعده الحب عن الحبيب

فذاب من شوق إلى المذيب ... أعلى مناه أيسر التقريب

من بسط أخلاق وحسن بشر

فانظر إلى أميري في صلاح أمري ... محتسباً فيّ عظيم الأجر

مكتسباً فيّ جميل الشكر ... في نثر ألفاظ ونظم شعر

ففيك نظمي أبداً ونثري

قلت قد أودعت هذه القصيدة غالب مصطلحات دين النصرانية، لكن باعتبار مطلق الملة النصرانية لم يسلك فيها مصطلح الفرقة التي عمرو منها وظاهر أنه كان رومياً، ولكن مدرك لم يكن خبيراً بتفاصيل فرقهم وأقل منه معرفة بذلك من خمس حيث تسلقوا على مناسبة الشعر دون زيادة الأحكام، ولولا وجود هذا الباب في الأصل والتزامي ذكر ما فيه لحذفته أصلاً لعدم الرغبة إليه، لكن سأذكر لك البعض المناسب في فصل المناسبة قول عن حب له استرقا بتشديد القاف أي جعل الناس رقاً والفاعل الحب.

قوله في ربقة بكسر الراء والموحدة النحتية في الأصل حبل يجعل فيه حلق صغار يدخل فيه رقاب صغار الضأن فاستعاره تخييلاً كأن رتبة العشق جعلت المحبين في سنن الاستقامة كالمنتظمين في هذه الرقة.

وقوله ريم يعني غزلاً، والروم الفرقة الأصلية من النصارى التي تلقت عن المسيح عليه السلام ورئيسهم شمعون عليه السلام. وفي البيت من البديع التجنيس في ريم ورام والروم ويسمى الاشتقاق والهزبر الأسد يقول إن أشجع الوحوش الأسد، فلو كان العاشق أسداً لصاده هذا الغزال مع أنه خلاف القياس والناسوت واللاهوت ألفاظ وقعت في الانجيل فتأولها لوقا وهو البترك الأكبر الناقل عن بولس عن يوحنا عن شمعون عن المسيح عليه السلام وهو أول من قسم الفرق وتأول الرسائل والانجيل وذكر الآب والابن وروح القدس وقسم المثلثات. فقال أن عيسى ترع الناسوت يعني الحصة البشرية وأخذ اللاهوت يعني الحصة الالهية في ناسوته كالمصباح في الزجاجة وهذا جيد لولا أنه قال فيستحيل تارة إلى اللاهوت لأن حصة العذراء يعني مريم تغنى، وفي هذا كلام طويل ذكرناه في الفرق.

والصليب شيء ذو خطوط أربع تخرج على استقامة يجمع أصلها المحور وأصل تبرك النصارى به أنهم لعنهم الله فاعتقدوا أن الذي أخذته اليهود بصقلية وصلبته هو المسيح وكان صلبه على شيء هذه صفته وأنهم سقوه الخمر في حنك الخنزير.

<<  <   >  >>