قيل تزوج اليزيد بن عبد الملك بالحرباء فحين زفت إليه دخلت القهرمانة لتصلح من شأنها فلطمتها وأسالت دمها فقالت له: أترسلني إلى مجنونة فدخل عليها فقال: لأي شيء فعلت بالمرأة ما فعلت. قالت: أحببت أن لا ينظرني غيرك فإن رأيت حسناً كنت أول من نشره أو قبيحاً كنت أول من ستره فعظمت عنده.
[نادرة]
قيل جلس المنصور في قصره وقت ظهيرة فأشرف على رجل يتردد في الطريق وعليه إمارة الكرب فأحضره وسأله عن حاله فقال: يا أمير المؤمنين أنا تاجر أملك ألف دينار وقد أحضرتها بالأمس إلى زوجتي وطلبتها اليوم فلم تجدها فقال هل تعلم على امرأتك شيئاً قال لا فاستدعى الخليفة بقارورة طيب كان يصنع له بالخصوص فدفعها إلى الرجل وقال له: اجعلها عند زوجتك واعلمها أني حبوتك بها وعاودني ففعل وأمر المنصور حراس الأبواب أن يأتوه بمن يشمون منه رائحة هذا الطيب فما كان بأقرب من أن جاؤوه بشخص فهدده وقال: لئن لم تأتني بالألف دينار التي أخذتها من موضع كذا لأضربن عنقك فجاء بها وأحضر الخليفة التاجر وقال له: هذا مالك قال نعم وقبل الأرض فدفعه له وحكمه في زوجته.
[فصل في المجون]
قيل حضرت سق عكاظ امرأة بنحبين أعني ظرفين من عسل فأتاها خوات بن جبير وكان فاتكاً في الجاهلية فحل أحدهما وذاقه وأعاده فمسكته بإحدى يديها وفعل بالآخر كذلك ثم أمسك رجليها وقضى وطره فحين فرغ قالت لأهنئت قال بل هنئت وأنشد:
وشدت على النحيين كفى ضنينة ... واعجلتها والفتك من فعلاتي