للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم أر مثلي قطع الهجر قلبه ... على أنه يحكي قساوته الصخر

وقال آخر:

قالت ومدت يداً نحوي تودعني ... وروعة البين تأبى أن أمد يداً

أميت أنت أم حي فقلت لها ... من لم يمت يوم بين لم يمت أبداً

الشهاب محمود:

أأحبابنا هل لي إليكم وقد نأت ... بي الدار من بعد الديار رجوع

وهل شمس هذا الأنس بعد فراقنا ... يكون لها بعد المغيب طلوع

وهل لي ولا والله ما ذاك ممكن ... فؤاد إذا حان الفراق يطيع

وقد كنت أدري والحياة شهية ... تروق بكم أن النوى سيروع

العباس بن الأحنف:

يا بعيد الدار عن وطنه ... مفرداً يبكي على شجنه

كلما جد النحيب به ... زادت الأسقام في بدنه

ولقد زاد الفؤاد شجا ... هاتف يبكي على فننه

شاقه ما شاقني فبكى ... كلنا يبكي على سكنه

وله أيضاً:

جرى السيل فاستبكاني السيل إذ ... جري وفاشت له من مقلتيّ غروب

وما ذاك إلا حين أخبرت أنه ... يمرّ بواد أنت منه قريب

يكون أجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقى طيبكم فيطيب

أيا ساكني أكناف دجلة كلكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيب

الشريف الرضي:

ومن حذري ولا أسأل الركب عنهم ... وأعلاق وجدي باقيات كما هيا

ومن يسأل الركبان عن كل غائب ... فلا بد أن يلقى بشيراً وناعيا

وقال آخر:

أيا ظبية الوادي التي سفكت دمي ... بلحاظها بل يا مهاة الأجرع

لي أن أبث إليك ما ألقاه من ... ألم الجوى وعليك أن لا تسمعي

أبو نواس:

يا نظرة ساقت إلى ناظري ... أسباب ما يدعو إلى حتفه

من حسن ظبي حسن دله ... يقصر الواصف عن وصفه

في البدر من صفحته لمحة ... ولمحة في الظبى من طرفه

مقاتل الأنفس من ثغره ... وفي ثناياه وفي كفه

سعد بن الدهان:

قل للبخيلة بالسلام تورعاً ... كيف استحبت دمي ولم تتورعي

هل تسمحين ببذل أيسر نائل ... إن اشتكى بني إليك وتسمعي

أبو الحسن السلامي:

ظبي إذا لاح في عشيرته ... يطرق بالهم قلب من طرقه

سهام ألحاظ مفوّقة ... فكل من رام وصله رشقه

بدائع الحسن فيه مفترقه ... وأنفس العاشقين متفقه

قد كتب الحسن فوق عارضه ... هذا مليح وحق من خلقه

محمد بن موسى:

يا جفوناً سواهراً أعدمتها ... لذة النوم والرقاد جفون

إن لله في العباد سهاماً ... سلطتها على القلوب العيون

الحسين بن الضحاك:

ألا إنما الدنيا وصال حبيب ... وأخذك من مشموله بنصيب

ولم أر في الدنيا كخلوة عاشق ... وبذلة معشوق ونوم رقيب

وقال آخر:

ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو ... كانت عقوبته في الفة النار

بل أن المحب الذي لا شيء ينفعه ... أو يستقر ومن يهواه في النار

وقال آخر:

أراني منحت الحب من ليس يعرف ... فما أنصفتني في المحبة منصف

وزادت لدينا حظوة يوم أعرضت ... وفي اصبعيها أسمر اللون أهيف

أصم سميع ساكن متحرك ... ينال جسيمات العلا وهو أعجف

عجيب له أني ودهرك معجب ... يقوّم تحريف العباد محرف

بشار بن برد

وكاعب قالت لاترابها ... يا قوم ما أعجب هذا الضرير

هل يعشق الانسان ما لا يرى ... فقلت والدمع بعيني غزير

إن كان عيني لا ترى وجهها ... فإنها قد صوّرت في الضمير

ابن أبي الدنيا

إذا المرء لم ينصف أخاه ولم يكن ... له غائباً يوماً كما هو شاهد

فلا خير فيه فالتمس غيره أخاً ... كريماً على فضل الكريم يعاهد

<<  <   >  >>