جمعنا أحاديث صرعاهم ... وسكراهم فيه لا من أفاقا
وعلى التاسع
مصارع أبناء الهوى جمع عاشق ... تجرع من راح الهوى ما تجرعا
فلما رأى الفودين قد حل فيها ... المشيب منيخاً والمفارق أقلعا
وأضحي مصيخاً للنذير الذي علا ... مفارقه ينعي الشباب المودعا
وعلى العاشر
كتاب من دارت كؤس الهوى ... عليه صرفاً ليس فيها مزاج
فصرّعتهم إذ حسوها فهم ... مرضى ينادون الأمن علاج
تصنيف من شاركهم في الهوى ... فليته مما لقي اليوم ناج
وعلى الحادي عشر
مصارع اللابسين قمص الهوى ... ضفت عليهم كل يجرجرها
تصنيف من ذاق من سلافته ... الصفو وما فاته مكدرها
يطوي أحاديث وجده ودموع ... العين في فيضهن تنشرها
وعلى الثاني عشر
كتاب تضمن أخبار من ... أطاع الهوى وعصى العذلا
فلما تمكن من قلبه ... أعاد حلاوته حنظلا
تكلف تصنيفه عاشق ... سلا العاشقون وما قد سلا
وعلى الثالث عشر
مصارع أقوام توالت عليهم ... كؤس هوى ممزوجة بفراق
فمالوا سكاري ما لهم من افاقة ... إلي حين شمل جامع وتلاقي
فرق لهم مما لقوا عاشق أبت ... تجف له بعد الفراق أماقي
وعلى الرابع عشر
كتاب مصارع من جهزت ... بظلم إليه النوي جندها
جمعناه لما سقينا الهوى ... أفاويق لم نستطع ردها
وسقنا أحاديث من جاوزت ... به فجعات النوى حدها
وعلى الخامس عشر
كتاب مصارع العشاق ... من عرب ومن عجم
ليعتبر الخلى بما ... لقوا شكراً على النعم
مصنفه عفيف هوى ... مصون غير متهم
وعلى السادس عشر
مصارع أبناء الهوى كل عاشق ... رماه الهوى عن قوسه فأصابا
رثى لهم من خاف يلقى الذي لقو ... فالف فيما قد لقوة كتابا
وجمع من أخبارهم في هواهم ... أحاديث مثل الروض جيد سحابا
وعلى السابع عشر
كتاب تضمن أبوابه ... مصارع قتلى من العاشقين
سقاهم سلافته مازجاً ... هواهم فمالوا به خاضعين
غرام تلوم العيون القلو ... ب فيه وتلحي القلوب العيون
وعلى الثامن عشر
كتاب جمعنا به عانين ... مصارع من قتل الحب صبرا
إذا ما تصفحه سالم ... من الحب أخلص لله شكرا
جمعناه صاحين حتى إذا ... خبرناه ملنا من الحب سكرا
وعلى التاسع عشر
مصارع قتلى الهوى مثبت ... لعينيك ما كان من حالهم
تضمن من كل أعجوبة ... وكيف تفانوا بآجالهم
فلو ذقت ما ذاق أهل الهوى ... لكنت لحقت بأمثالهم
وعلى العشرين
كتاب جمعت به كل ما ... تفرق من قصص العاشقين
وكنت ألومهم عاذلاً ... فصرت لهم أحد العاذرين
فكم عاشق ذاق يوم النوى ... وقد غرد الحاديان المنون
وعلى الحادي والعشرين
مصارع قتلاء الهوى صرعتهم ... سلافته يسقونها صافياً صرفا
فمنهم عفيف ظل يكتم وجده ... فنم عليه ماء أجنانه وكفا
جمعت كتاباً في مصارعهم إذا ... تصفحه ذو اللب رق تالفا
وعلى الثاني والعشرين
قد صنف الناس حقاً في الهوى كتباً ... فيمن صحا بعد سكر منه أو عطبا
وأكثر وأغيراتي قد جمعت لهم ... وما اختصرت كتاباً رائعاً عجبا
ذكرت فيه بإسناد مصارعهم ... عجماً وجدتهم في الناس أو عربا
ونظائر ذلك كثيرة لا مطمع في استقصائها ولا قدرة على إحصائها فلنختم الكلام الذي اقتطفناه من هذه الأزهار وارتضيناه ومن هذه الأثمار جنيناه مستغفرين الله مما جنيناه إذ هو أكرم كريم يقبل التائب وألطف لطيف يؤب إليه الآيب قائلاً: