للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالْقربِ من بَلْدَة يُقَال لَهَا وازاج سنة ١٤٤٢ وَبعد ذَلِك سَار الْقَائِد المجري إِلَى بِلَاد الصرب وتغلب على السُّلْطَان مُرَاد نَفسه فِي مَدِينَة نيش واقتفى اثره إِلَى مَا وَرَاء جبال البلقان سنة ١٤٤٣ وَظهر عَلَيْهِ فِي ثَلَاث وقائع اخرى واخيرا ابرم السُّلْطَان مُرَاد مَعَهم الصُّلْح على ان يتنازل عَن سيادته على بِلَاد الفلاخ وَيرد إِلَى امير الصرب مَدَائِن سمندريه والاجه حِصَار وان يهادن المجر مُدَّة عشر سنوات وامضيت هَذِه المعاهدة فِي ٢٦ ربيع الاول سنة ٨٤٨ ١٣ يوليو سنة ١٤٤٤

وعقب ذَلِك توفّي اكبر اولاد السُّلْطَان واسْمه عَلَاء الدّين فَحزن عَلَيْهِ وَالِده حزنا شَدِيدا وسئم الْحَيَاة فتنازل عَن الْملك لِابْنِهِ مُحَمَّد الْبَالِغ من الْعُمر ارْبَعْ عشرَة سنة وسافر هُوَ إِلَى ولَايَة آيدين للاقامة بَعيدا عَن هموم الدُّنْيَا وغمومها

تنازل السُّلْطَان عَن الْملك وعودته اليه

لكنه لم يمْكث فِي خلوته بضعَة اشهر حَتَّى اتاه خبر غدر المجر واغارتهم على بِلَاد البلغار غير مراعين شُرُوط الْهُدْنَة اعْتِمَادًا على تغرير الكردينال سيزاريني مَنْدُوب البابا وتفهيمه لملك المجر ان عدم رِعَايَة الذِّمَّة والعهود مَعَ الْمُسلمين لَا تعد حنثا وَلَا نقضا

وَلما ورد عَلَيْهِ خبر هَذِه الْخِيَانَة ونكث الْعَهْد قَامَ بجيشه لمحاربة المجر فَوَجَدَهُمْ محاصرين لمدينة وارنه الْوَاقِعَة على الْبَحْر الاسود وَبعد قَلِيل اشتبك الْقِتَال بَين الجيشين فَقتل ملك المجر الْمَدْعُو لادسلاس وتفرق الْجند بعد ذَلِك وَلم تفد شجاعة هونياد شَيْئا وَفِي الْيَوْم التَّالِي هاجم العثمانيون معسكر المجر واحتلوه

<<  <   >  >>