وَبِذَلِك عَاد الْخلف إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَصَارَت الْحَرْب قاب قوسين اَوْ ادنى واوعز الْبَاب العالي إِلَى حَافظ باشا الَّذِي عين سر عَسْكَر الجيوش المجتمعة فِي سيواس بارمينية بعد موت رشيد باشا اسير قونية الَّذِي مَاتَ قبل ان ياخذ بثار هَذِه الْوَاقِعَة ويمحو مَا لحقه فِيهَا من الفشل إِلَى ان يتَقَدَّم إِلَى ولايات الشَّام بِكُل سرعَة فَتقدم اليها فِي اوائل سنة ١٢٥٥ الْمُوَافقَة سنة ١٨٣٩ وَعبر نهر الْفُرَات عِنْد مَدِينَة بلاجيق فِي ابريل من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ التقى الجيشان بعد عدَّة مناورات بِالْقربِ من بَلْدَة تدعى نَصِيبين وَهِي الْمَشْهُورَة فِي جَمِيع كتب الافرنج باسم نزيب فِي ١١ ربيع الثَّانِي سنة ١٢٥٥ ٢٤ يونيو سنة ١٨٣٩ وفاز المصريون بالنصر وتقهقر الْجَيْش العثماني تَارِكًا فِي ايدي المصريين ١٦٦ مدفعا وَعشْرين الف بندقية وَغَيرهَا من الذَّخَائِر والمؤن وَكَانَ هَذَا الْيَوْم مشهودا يَجْعَل الْولدَان شيبا
وَمن غَرِيب المصادفة ان المسيو دي مولتك الْقَائِد البروسياني الَّذِي طَار صيته فِي الْآفَاق وملا ذكره الاوراق فِي الْحَرْب الَّتِي حصلت بَين فرنسا والبروسيا فِي سنة ١٨٧٠ كَانَ من ضمن اركان حَرْب الْجَيْش العثماني وَولى الادبار