على هَذِه المذكرة السياسية بانه لَا يرى وَجها لاعطاء هَذِه الولايات امتيازات ادارية بِمَا ان مجْلِس المبعوثان سيشكل قَرِيبا وَيكون فِيهِ مندوبون منتخبون من جَمِيع الولايات بِدُونِ اسْتثِْنَاء وان الدولة لَا ترى ضَرُورَة لابرام اتِّفَاق جَدِيد مَعَ الدول لهَذَا الْخُصُوص وَلم تذكر شَيْئا عَن الْهُدْنَة مُطلقًا وَلما لم تصغ الدول لهَذِهِ الطلبات العادلة اوعز الْبَاب العالي إِلَى السِّرّ عَسْكَر عبد الْكَرِيم باشا باستمرار الْقِتَال فاستدعى السِّرّ عَسْكَر الْقَائِد درويش باشا الَّذِي كَانَ معسكرا بفرقته فِي نيش وَلما حضرت العساكر على مَدِينَة جونيس الَّتِي جعلهَا الجنرال تشرنايف مقرا لمعسكره فهجمت عَلَيْهَا الليوث الاسلامية فِي ٢٩ اكتوبر سنة ١٨٧٦ وَبعد قتال عنيف تقهقر الصربيون وانصارهم واخلوا هَذِه الْمَدِينَة ومدينة دليجراد وزحفت الجيوش العثمانية محفوفة بالنصر على مَدِينَة بلغراد عَاصِمَة بِلَاد الصرب
وَلما وصل خبر هَذَا الْفَتْح الْمُبين إِلَى آذان وُلَاة الامور فِي الروسيا وَهُوَ خلاف مَا كَانُوا يتوقعونه ارسل الْبُرْنُس غورشاكوف إِلَى الجنرال اغناتيف بالاستانة بعد ان اتّفق مَعَ بَاقِي الدول رِسَالَة برقية فِي مسَاء ٣٠ اكتوبر يامره بَان يطْلب من الْبَاب العالي ايقاف الْحَرْب فَوْرًا ومهادنة الصرب والجبل الاسود مُدَّة سِتَّة اسابيع اَوْ شَهْرَيْن وان لم يجب هَذَا الطّلب فِي مَسَافَة ثَمَانِيَة واربعين سَاعَة ينسحب هُوَ وَجَمِيع موظفي السفارة من الاستانة فَقبلت الدولة هَذَا الطّلب منعا للعراقيل السياسية ومنحت لمحاربيها هدنة مُدَّة شَهْرَيْن مدت فِيمَا بعد إِلَى شهر مارس سنة ١٨٧٧
[مؤتمر الاستانة]
وَفِي ٥ اكتوبر سنة ١٨٧٦ عرض وَزِير خارجية انكلترا على بَاقِي الدول المنتحلة لنَفسهَا حق التدخل فِي شؤون الدولة الْعلية اجْتِمَاع مؤتمر فِي مَدِينَة الاستانة لتسوية حَالَة مسيحيي الدولة بكيفية ثَابِتَة منعا لحُصُول الْحَرْب بَينهَا وَبَين الروسيا الَّتِي كَانَت شارعة فِي جمع جيوشها والاستعداد للحرب فَلم تجاوب الدول على هَذَا الاقتراح بِجَوَاب صَرِيح لخوفها من عدم امْتِثَال اُحْدُ الطَّرفَيْنِ لقرارات المؤتمر فتضطر للتالب ضِدّه كَمَا حصل فِي حَرْب القرم سنة ١٨٥٦ م لَكِن لما رات ان الْخطر قد ازْدَادَ والحروب قربت حَتَّى صَارَت قاب قوسين اَوْ ادنى خُصُوصا وان قَيْصر الروسيا القى فِي مَدِينَة