عَاصِمَة الصرب ريثما تاتيه اوامر جَدِيدَة لتدخل الدول بَين الْفَرِيقَيْنِ وَبَيَان ذَلِك ان الْبُرْنُس ميلان امير الصرب طلب من قناصل الدول لَدَيْهِ فِي ٢٤ اغسطس سنة ١٨٧٦ مخابرة دولهم بِأَن تتوسط بَينه وَبَين الدولة الْعلية منعا لسفك الدِّمَاء وخوفا من ان يلْحقهُ عَار الْغَلَبَة فابلغت القناصل دولهم هَذَا الطّلب وَهِي فاتحت الْبَاب العالي فِي هَذَا الْخُصُوص فَلم يجبها حَتَّى فرق عبد الْكَرِيم باشا جَمِيع الجيوش الصربية وَلم يبْق لَهُ معَارض فِي طَرِيق بلغراد فاوعز اليه سرا بالتوقف مؤقتا وابلغ سفراء الدول فِي ١٤ سبتمبر سنة ١٨٧٦ انه لَا يقبل الصُّلْح الا بعدة شُرُوط اهمها اولا ان ياتي امير الصرب إِلَى مقرّ الْخلَافَة الْعُظْمَى ليقدم وَاجِبَات الخضوع والعبودية إِلَى السدة الْعلية السُّلْطَانِيَّة ثَانِيًا أَن القلاع الاربع الَّتِي دُخُول حق احتلالها إِلَى الصرب فِي سنة ١٨٥٢ م ١٢٨٣ هـ مَعَ بَقَائِهَا تَابِعَة للدولة تحتلها ثَانِيًا الجيوش العثمانية ثَالِثا ان يلغى الرديف فِي بلادالصرب وان لَا يزِيد عدد الْجَيْش الصربي عَن عشرَة آلَاف مقَاتل وبطاريتي مدافع لحفظ الامن الداخلي لَيْسَ الا فَلَمَّا وصل هذاالجواب إِلَى الدول لم تقبل هَذِه الاقتراحات قولا بانها مجحفة بامتيازات الصرب اجحافا كليا وَزِيَادَة على رفضها زَادَت على مااقترحته بِخُصُوص الصرب طلبات اخرى بِخُصُوص البوسنه والهرسك والبلغار الَّتِي اطفئت ثورتهم من مُدَّة وَبعد ان اتّفقت جَمِيع الدول السِّت الموقعة على معاهدة سنة ١٨٥٦ القاضية بالمحافظة على سَلامَة الدولة الْعلية الَّتِي مَعْنَاهَا فِي عرفهم تقسيمها ارسل اللورد دربي وَزِير خارجية انكلترا إِلَى السّير هنري ليوت سفيرها فِي الاستانة رِسَالَة بامضائه امْرَهْ بتوصيلها إِلَى الْبَاب العالي فاوصلها اليه فِي ٢٥ سبتمبر الْمَذْكُور مضمونها ان طلبات الدولة الْعلية لَا يُمكن قبُولهَا بِالْكُلِّيَّةِ وان الدول ترغب ارجاع حَالَة الصرب والجبل الاسود إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ قبل الْحَرْب وان تمْضِي الدولة مَعَ الدول السِّت اتِّفَاقًا بتأسيس ادارة وطنية مُسْتَقلَّة فِي البوسنه والهرسك حَتَّى يكون للاهالي حق مراقبة اعمال ماموري الْحُكُومَة وموظفيها وَكَذَلِكَ فِي بِلَاد البلغار وايقاف الْحَرْب فَوْرًا مَعَ الصرب وَبعد ان تداول وزراء الدولة فِي هَذِه الطلبات الَّتِي لَا تقبلهَا أَي دولة فازت على عدوها بالنصر فِي ميادين الْقِتَال واهرقت دِمَاء رجالها حفظا لكرامتها وشرفها من تعدِي هَذَا الْعَدو تخومها بِدُونِ ان تبدي الدول حراكا اجاب الْبَاب العالي