واظهارا لممنونية الامة انتخبته ملكا عَلَيْهَا بعد موت ميشل سنة ١٦٧٣ واستمرت الْحَرْب بَين الدولتين سجالا إِلَى سنة ١١٦٧ وفيهَا جدد الْملك سوبيسكي الصُّلْح بعد ان فقد مُعظم جيوشه فِي هَذِه الحروب المستمرة وتنازل للدولة الْعلية عَمَّا كَانَ تنازل لَهَا عَنهُ الْملك ميشل الا بعض مدن قَليلَة الاهمية وَكَانَت هَذِه المعاهدة خَاتِمَة اعمال كوبريلي احْمَد باشا الَّذِي توفّي بعد اتمامها بِقَلِيل فِي ٢٤ رَمَضَان سنة ١٠٨٧ ٣٠ اكتوبر سنة ١٦٧٦ عَن وَاحِد واربعين سنة قضى مِنْهَا خمس عشرَة سنة فِي منصب الصدارة الْعُظْمَى بِكُل امانة وصداقة سائرا فِي ذَلِك على خطة وَالِده المرحوم كوبريلي مُحَمَّد باشا وتقلد منصب الصدارة بعده زوج اخته قره مصطفى وَلم يكن كُفؤًا للسير فِي الطَّرِيق الَّذِي رسمه كوبريلي الْكَبِير وَولده بل اتبع مصْلحَته الذاتية وَبَاعَ المناصب الْعَالِيَة والمعاهدات والامتيازات المجحفة بالدولة حَالا واستقبالا بِدَرَاهِم مَعْدُودَة وبسوء سياسته كدر خواطر القوزاق وابعدهم عَن الدولة حَتَّى ان خَان اقليم اوكرين عصاها جهارا فِي فبراير سنة ١٦٧٧ واستنجد بالروسيا الَّتِي كَانَت آخذة اذ ذَاك فِي تنظيم داخليتها وَتقدم وَكَانَت تتوق للدخول ضمن الْمُجْتَمع الاوروبي فامدته بِالرِّجَالِ وحاربت عَسَاكِر الدولة اسْتمرّ الْحَرْب بَين القوزاق والروس من جِهَة والعثمانيين من جِهَة اخرى بَين اخذ ورد حَتَّى سنة ١٦٨١ حَيْثُ تمّ الصُّلْح بَينهم على بَقَاء الْحَالة على مَا كَانَت عَلَيْهِ قبل ابْتِدَاء الْحَرْب وَسميت هَذِه المعاهدة بمعاهدة رادزين
وَفِي هَذِه السّنة سَار قره مصطفى باشا إِلَى بِلَاد المجر لمحاربة النمسا بِنَاء على استدعاء تيليكي اُحْدُ اشراف المجر الَّذِي اثار الايالات المجرية التابعة للنمسا للتخلص من استبدادها الديني فان الامبراطور ليوبولد لكَونه كاتوليكيا كَانَ يامر بقتل كل من يلوح عَلَيْهِ ادنى ميل إِلَى مَذْهَب البروتستانت
حِصَار مَدِينَة ويانه اخر دفْعَة
وَبعد ان انتصر عدَّة مَرَّات على النمساويين قصد مَدِينَة ويانة عَاصِمَة النمسا فحاصرها سنة ١٦٨٣ مُدَّة شَهْرَيْن وَاسْتولى على كَافَّة قلاعها الامامية وَهدم اسوارها