بَين الدول المتمدنة إِلَى الْبَاب العالي ارسل بلاغا إِلَى سفراء هَذِه الدول الثَّلَاثَة يُقيم فِيهِ الْحجَّة ضد هَذَا الْعَمَل الْمُخَالف للقوانين الدولية وَيطْلب بِهِ أَن تمْتَنع الدولة كُلية عَن التدخل فِي شؤون الممالك المحروسة وَأَن تدفع لَهُ تعويضا عَن الخسائر الَّتِي نجمت من تدمير المراكب العثمانية فَلم يُجَاوب السفراء على هَذَا الْبَلَاغ بل قطعُوا العلائق مَعَ الْبَاب العالي ونزلوا إِلَى مراكبهم مُسْرِعين فِي ٨ دسمبر سنة ١٨٢٧ وَفِي ١٨ مِنْهُ نشر السُّلْطَان فِي جَمِيع الولايات منشورا عَاما خطّ شرِيف يبين فِيهِ سوء مَقَاصِد الدول عُمُوما والروسيا خُصُوصا نَحْو الدولة الْعلية أَي الدولة الاسلامية الوحيدة مثبتا للاهالي على أَن الْبَاعِث على هَذَا الْعدوان الدّين لَا السياية وختمه بحض الْمُسلمين على الْقِتَال دفاعا عَن الدّين وَالْملَّة والوطن فاغتاظت الروسيا لذَلِك واعلنت الْحَرْب على الدولة فِي ١١ شَوَّال سنة ١٢٤٣ ٢٦ ابريل سنة ١٨٢٨
خُرُوج العساكر المصرية من موره
هَذَا وَلما راى ابراهيم باشا تَأَلُّبُ الدول على الدولة الْعلية وَأَن فرنسا امرت بارسال جَيش عَظِيم لمحاربته وتتميم اسْتِقْلَال اليونان اتّفق فِي ٢١ محرم سنة ١٢٤٤ ٣ اغسطس سنة ١٨٢٨ بِنَاء على اوامر وَالِده مَعَ الدولة المتحدة على اخلاء موره وَالرُّجُوع إِلَى مصر على مَا بَقِي من السفن المصرية غير تَارِك فِيهَا سوى الف ومائتي جندي للمحافظة على مودون وكورون وناورين ريثما تستلمها العساكر العثمانية وَفِي ٢٦ صفر ٧ سبتمبر التَّالِي ابْتَدَأَ انسحاب الْجنُود المصرية وَكَانَت كلما اخلت محلا دخله الفرنساويون الَّذين نزلُوا بِبِلَاد اليونان فِي ١٧ صفر ٢٩ اغسطس تَحت قيادة الجنرال ميزون وَبِذَلِك انْتَهَت مأمورية ابراهيم باشا الَّتِي كَادَت تتمّ على يَدَيْهِ وَمن مَعَه من الْجنُود المصرية لَوْلَا اتِّفَاق الدولة على سلخ هَذِه الْولَايَة المهمة من املاك الدولة سعيا وَرَاء اضعافها حَتَّى يتمكنوا من تَنْفِيذ مآربهم وَفِي ٨ جماد اول سنة ١٢٤٤ ١٦ نوفمبر سنة ١٨٢٨ عقدت الدول الثَّلَاث مؤتمرا فِي مَدِينَة لندن لتقرير احوال اليونان ودعت اليه الدولة