هَذِه المصاعب باخضاع الْجَمِيع لسطوة القانون حَيْثُ تتوطد بذلك اركان الجامعة العثمانية
وَلَقَد وفقت الْحُكُومَة لجمع الاسلحة من الاشقياء الَّذين يلجأون إِلَى الْجبَال فِي الرّوم ايلي فأثار اولئك من اجل ذَلِك ثورات جَدِيدَة قاومتها الْحُكُومَة واخمدتها فَعَادَت السكينَة فِي انحاء الدولة الْعلية وَعم الامن وانتشرت الطُّمَأْنِينَة
الاصلاحات الْمَالِيَّة
قبض حزب الِاتِّحَاد والترقي على ادارة الْحُكُومَة العثمانية والخزانة خاوية على عروشها فَبَدَأَ فِي اصلاحها وَتمكن من وضع ميزانية لمالية الْحُكُومَة العثمانية فَكَانَت عبارَة عَن خَمْسَة وَعشْرين مليونا واردات وَثَلَاثِينَ مليونا مصروفات وَكَانَت قد تراكمت الدُّيُون من جِهَة وَلم تحصل الضرائب مُنْذُ سِنِين من جِهَة اخرى فَلَمَّا وضعت الميزانية الْمَذْكُورَة لم يكن اُحْدُ يعْتَقد امكان تَحْصِيل ٢٥ مليونا من بِلَاد الدولة وَلَكِن كَانَ المتحصل عقب اعلان الدستور لاول مرّة ٢٦ مليونا وَنصفا سنة ١٩١٠
وَكَانَت ايرادات الكمارك سنة ١٩١٠ ثَلَاثَة ملايين وَنصفا فوصلت إِلَى خَمْسَة ملايين سنة ١٩١١ وَكَانَت واردات العشور سنة ١٩١٠ سِتَّة ملايين فاصبحت سَبْعَة ملايين وَنصفا
[الاصلاحات الحربية]
لَو لم يهتم حزب الِاتِّحَاد بتنظيم الجيوش العثمانية إِلَى تِلْكَ الدرجَة الَّتِي اصبح يفوق فِيهَا اعظم جيوش دوَل اوروبا نظاما وتدريبا لفاجأ الاعداء الدولة العثمانية من كل نَاحيَة وَلَو لم يقف الْجَيْش العثماني على حُدُود الرّوم ايلي صادا الاعداء عَن التَّقَدُّم لِقَاء الاعداء وَسَخِرُوا من الدولة الْعلية