فِي اول مارس سنة ١٨٤٠ لم يتبع خطة اسلافه فِي انهاء الْمَسْأَلَة المصرية بالاتحاد مَعَ انكلترا بل اراد ان يضع لَهَا حدا باتفاقه راسا مَعَ الْبَاب العالي وَمُحَمّد عَليّ باشا بَان يلْزم الْبَاب العالي ان يتْرك لمُحَمد عَليّ باشا ولايات مصر وَالشَّام لَهُ ولذريته ويهدده بمساعدة فرنسا لوالي مصر ان لم يذعن الْبَاب العالي لهَذِهِ المطالب
فَأرْسل لمُحَمد عَليّ باشا يُخبرهُ بِأَن لَا يقبل مطَالب انكلترا بل يُقَوي مركزه فِي الشَّام ويتأهب للكفاح وان فرنسا مستعدة لنجدته لَو عارضته انكلترا
معاهدة ١٥ يوليو سنة ١٨٤٠
فَلَمَّا علم اللورد بالمرستون بِهَذِهِ المخابرات حنق على الْحُكُومَة الفرنساوية وبذل جهده فِي الِاتِّفَاق مَعَ الروسيا وبروسيا والنمسا لارجاع مُحَمَّد عي باشا إِلَى حُدُود مصر والزامه بِالْقُوَّةِ ان لم يطع وَلَقَد نجح بالمرستون فِي مسعاه وامضى بتاريخ ١٥ يوليو سنة ١٨٤٠ مَعَ من ذكر من الدول معاهدة صدق عَلَيْهَا مَنْدُوب الدولة الْعلية مقتضاها
اولا ان يلْزم مُحَمَّد عَليّ باشا بارجاع مَا فَتحه للدولة الْعلية ويحفظ لنَفسِهِ الْجُزْء الجنوبي من الشَّام مَعَ عدم دُخُول مَدِينَة عكا فِي هَذَا الْقسم
ثَانِيًا ان يكون لانكلترا الْحق بالِاتِّفَاقِ مَعَ النمسا فِي محاصرة فرض الشَّام ومساعدة كل من اراد من سكان بِلَاد الشَّام خلع طَاعَة المصريين وَالرُّجُوع إِلَى الدولة الْعلية وَبِعِبَارَة اخرى تحريضهم على الْعِصْيَان لانشغال الجيوش المصرية فِي الدَّاخِل كي لَا تقوى على مقاومة المراكب النمساوية والانكليزية