ثَالِثا ان يكون لمراكب الروسيا والنمسا وانكلترا مَعًا حق الدُّخُول فِي البوسفور لوقاية الْقُسْطَنْطِينِيَّة لَو تقدّمت الجيوش المصرية نَحْوهَا
رَابِعا ان لَا يكون لَاحَدَّ الْحق فِي الدُّخُول فِي مياه البوسفور مَا دَامَت الْقُسْطَنْطِينِيَّة غير مهددة
خَامِسًا يجب على الدول الْموقع مندوبوها على هَذَا الِاتِّفَاق ان تصدق عَلَيْهِ فِي مُدَّة لَا تزيد عَن شَهْرَيْن بِحَيْثُ يكون التَّصْدِيق فِي مَدِينَة لوندره
وشفعت هَذِه المعاهدة بملحق مُصدق عَلَيْهِ من مَنْدُوب الدولة الْعلية مُبين فِيهِ الْحُقُوق والامتيازات الَّتِي يُمكن منحها لمُحَمد عَليّ باشا وَقبل امضاء هَذِه المعاهدة ابتدأت انكلترا فِي تحريض سكان لبنان من دروز ومارونية ونصيرية على شقّ عَصا الطَّاعَة وارسل اللورد بونسوبني سفيرها لَدَى الْبَاب العالي ترجمانه المستر وود إِلَى الشَّام لهَذِهِ الْغَايَة وَاعْلَم بذلك اللورد بالمرستون برسالة تاريخها ٢٩ ربيع الثَّانِي سنة ١٢٥٦ ٣٠ يونيو سنة ١٨٤٠ مَحْفُوظَة فِي سجلات المملكة وبمجرد وُصُول المستر وود إِلَى مَحل مأموريته اخذ فِي نشر ذَلِك بَين الاهالي وَلَقَد نجح فِي مأموريته واشهر الجبليون الْعِصْيَان وتجمعوا متسلحين وامتنعوا عَن تأدية الْخراج والمؤن العسكرية لَكِن لم تتسع هَذِه الثورة الابتدائية لتداركها فِي اولها فَأرْسل المدد من مصر واهتم كل من ابراهيم باشا وَسليمَان باشا الفرنساوي وعباس باشا الاول فِي اخمادها فاطفئت قبل ان يتعاظم امرها وعادت السكينَة فِي كَافَّة الانحاء
وَمن ثمَّ اخذ سُلَيْمَان باشا الفرنساوي فِي تحصين مَدِينَة بيروت لعلمه انها اول ميناء معرضة لمراكب الانكليز وَكَذَلِكَ بنى القلاع لحماية كل الثغور وَوضع بهَا المدافع الضخمة وَلَكِن لسوء الْحَظ لم تَجِد هَذِه الاستحكامات نفعا امام مراكب