ولد جلالته سنة ١٨٤٤ م وَقد قضى اغلب عمره فِي قصر زنجيرلي كوي محوطا بالجواسيس الَّذين يرصدون حركاته ويقدمون التقارير المشوهة عَنهُ فظل كَذَلِك إِلَى حِين حُدُوث الانقلاب العثماني وتخلص مَعَ الشّعب العثماني وتخلص من الاستبداد والمراقبة اذ زَالَت دولة الجواسيس وشل عرش الاستبداد
الا ان عبد الحميد الَّذِي طبع على الاستبداد لم يرقه ان يرى امته متمتعة بِالْحُرِّيَّةِ راقية اوج الكمالات منظمة امورها بِنَفسِهَا مُقِيمَة الْعدْل فسولت لَهُ نَفسه احداث تِلْكَ الْفِتْنَة الارتجاعية لتقويض صروح الادارة الدستورية وَلَوْلَا ان اِدَّرَكَ الاستانة فِي ذَلِك الْوَقْت بَطل الْحُرِّيَّة وقائد جَيش الفدائيين مَحْمُود شوكت باشا وبطلا الْحُرِّيَّة نيازي بك وانور بك لتم لَهُ مَا اراده ولذهبت اتعاب حزب الِاتِّحَاد والترقي الَّذِي جَاهد فِي سَبِيل الْحُرِّيَّة ثَلَاثِينَ عَاما ادراج الرِّيَاح
اجْتمع الْمجْلس العمومي اجتماعا سريا وخلع عبد الحميد بِمُوجب فَتْوَى من شيخ الاسلام هَذَا نَصهَا
إِذا اعْتَادَ زيد الَّذِي هُوَ امام الْمُسلمين ان يرفع من الْكتب الشَّرْعِيَّة بعض الْمسَائِل المهمة الشَّرْعِيَّة وان يمْنَع بعض هَذِه الْكتب ويمزق بَعْضهَا وَيحرق بَعْضهَا وان يبذر ويسرف فِي بَيت المَال ويتصرف فِيهِ بِغَيْر مسوغ شَرْعِي وان يقتل الرّعية ويحبسهم وينفيهم ويغربهم بِغَيْر سَبَب شَرْعِي وَسَائِر انواع الْمَظَالِم ثمَّ ادّعى انه تَابَ وَعَاهد الله وَحلف انه يصلح حَاله ثمَّ حنث واحدث فتْنَة عَظِيمَة جعلت امور الْمُسلمين كلهَا مختلة واصر على الْمُقَاتلَة وَتمكن مَنْعَة الْمُسلمين من ازالة تفلب زيد الْمَذْكُور ووردت اخبار مُتَوَالِيَة من جَوَانِب بِلَاد الْمُسلمين انهم يعتبرونه مخلوعا واصبح بَقَاؤُهُ