وَهُوَ ابْن السُّلْطَان عبد الْمجِيد وَكَانَت وِلَادَته فِي ٢٥ رَجَب سنة ١٢٥٦ ٢٢ سبتمبر ١٨٤٠
هَذَا وَلما تمّ امْر الْمُبَايعَة ارسل مَخْصُوص إِلَى رَدِيف باشا يُخبرهُ بذلك ويسلمه صُورَة الْفَتْوَى القاضية بعزل السُّلْطَان عبد الْعَزِيز فقصد رَدِيف باشا بَاب الْحَرِيم واستدعى جَوْهَر آغا رَئِيس آغاوات السراي وكلفه بَان يبلغ السُّلْطَان ان الامة قد عزلته وانه مَأْمُور بتوصيل السُّلْطَان المخلوع إِلَى سراي طوبقبو وَسلمهُ صُورَة الْفَتْوَى ليطلعه عَلَيْهَا فَلم يصدق السُّلْطَان الْخَبَر الا بعد ان نظر من الشبابيك وَرَأى العساكر مُحِيطَة بسرايته برا وبحرا احاطة السوار بالمعصم
وَعند ذَلِك ايقن ان التَّوَقُّف لَا يكون وَرَاءه الا الاكراه على الْخُرُوج فَنزل مستسلما وبمجرد خُرُوجه احاطت بِهِ العساكر وانزلوه مَعَ ابْنه يُوسُف عز الدّين افندي فِي زورق ووالدته فِي ثَان وَبَاقِي اولاده وامهاتهم فِي ثَالِث ثمَّ خفرتهم الزوارق الحربية إِلَى ان اوصلتهم إِلَى سراي طوبقبو حَيْثُ كَانَت العساكر مصطفة على حافتي الطَّرِيق من الْبر إِلَى بَاب السراي
وَفِي السَّاعَة الْحَادِيَة عشرَة لَيْلًا اطلقت المدافع من الْبر وَالْبَحْر ايذانا بخلع السُّلْطَان عبد الْعَزِيز وتنصيب السُّلْطَان مُرَاد الْخَامِس ونادى المنادون بذلك فِي الشوارع فهرع الاهالي افواجا إِلَى سراي السِّرّ عسكرية وَبَايَعُوا السُّلْطَان مُرَاد وَلم يحصل ادنى مقاومة من اُحْدُ وَلم تحتج احدى الدول على هَذِه الثورة الداخلية وَذَلِكَ مِمَّا يُؤَيّد ان جَمِيع القناصل كَانَ عِنْدهم علم بِمَا حصل قبل وُقُوعه وانه