الَّتِي تولت عقب قتل بطرس الثَّالِث فِي تعْيين عاشقها ستانسلاس بونياتوسكي ملكا عَلَيْهَا بِاسْتِعْمَال نفوذها فِي مجْلِس الامة عِنْد الانتخاب خلافًا لما تعهدت بِهِ للدولة الْعلية وَمَا ذَلِك الا نفاذا لسياسة بطرس الاكبر القاضية بازالة الحواجز الثَّلَاثَة الحائلة بَينهَا وَبَين اوروبا الغربية وَهِي السويد وبولونيا والدولة الْعلية وَقد ازيل الحاجز الاول باستيلاء الروسيا على جَمِيع الولايات السويدية الفاصلة بَينهَا وَبَين المانيا بِحَيْثُ لم يبْق للسويد املاك خَارِجَة عَن بلادها الاصلية بِمُقْتَضى معاهدة ني ستاد المبرمة بَينهمَا سنة ١٦٧٢ وازيل الثَّانِي تَقْرِيبًا بِتَعْيِين اُحْدُ اتِّبَاع الامبراطورة كاترينة ملكا على بولونيا
وَلذَلِك تنبهت الدولة إِلَى نتيجة هَذِه السياسة وَعلمت انها ان لن تضع حدا لتقدم نُفُوذ الروسيا فِي بولونيا فَلَا تلبث هَذِه المملكة ان تمحي من الْعَالم السياسي بانضمامها للروسيا اَوْ بتجزئتها بَينهَا وَبَين مجاوريها لَكِن كَانَ تنبهها هَذَا بعد فَوَات الْوَقْت الْمُنَاسب فانه كَانَ يجب عَلَيْهَا مساعدة السويد وبذل النَّفس والنفيس فِي حفظ ولايتها الْوَاقِعَة على بلطيق من الْوُقُوع فِي ايدي الروسيا اولى من تَركهَا غنيمَة بَارِدَة لَهَا مِمَّا يطمعها فِي الِاسْتِمْرَار فِي تَنْفِيذ وَصِيَّة بطرس الاكبر ويجمل بِنَا فِي هَذَا الْموقع ان ناتي للمطالع بِنَصّ الْوَصِيَّة الْمَذْكُورَة وهاهي منقولة بحروفها من الْجُزْء الاول من تَارِيخ جودت باشا
وَصِيَّة بطرس الاكبر
البند الاول من الازم ان تقاد العساكر دَائِما إِلَى الْحَرْب وَيَنْبَغِي للامة الروسية ان تكون متمادية على حَالَة الكفاح لتَكون اليفة الوغاء وَترك وَقت لراحة العساكر اَوْ لاجل اصلاح الْمَالِيَّة وتوفيرها وان كَانَ ضَرُورِيًّا يلْزم ان يكون تنظيم المعسكرات متعاقبا وَتَكون مراقبة الْوَقْت الْمُوَافق للهجوم مُتَّصِلَة انا بَان وعَلى هَذِه الصُّورَة