ومنذ ارتقاء جلالته على الْعَرْش تسلم حزب الِاتِّحَاد والترقي ادارة الْحُكُومَة العثمانية وانا لنذكر الاصلاحات الَّتِي تمت مُنْذُ ثَلَاث السنين الْمَاضِيَة والاتحاديون يديرون الْحُكُومَة العثمانية
[الاصلاحات الداخلية]
تسلم حزب الِاتِّحَاد والترقي ادارة الْحُكُومَة واعداؤه من رجال الْعَهْد الْمَاضِي يعدون بالمئات اولئك المُنَافِقُونَ الَّذين ارتكبوا من الاعمال الْمضرَّة فِي الْعَهْد البائد مَا تقشعر مِنْهُ الابدان وَكَانَت الْحُكُومَة فِي اختلال تَامّ والامة قد فقدت اسباب الامن والموظفون لَا يتقاضون مرتباتهم والديون الخارجية لَا تدفع اقساطها فِي اوقاتها واشتعلت فِي الولايات نيران الْفِتَن والمشاغبات
تِلْكَ هِيَ حَال الْحُكُومَة عِنْدَمَا تسلمها حزب الِاتِّحَاد والترقي اما حَال العناصر العثمانية الْمُخْتَلفَة فَكَانَ على اسوأ مَا يكون وكل عنصر كَانَ يتأهب للفتك بأَخيه وَكَانَ بَين المبعوثين لاول مرّة من لم يفهم معنى الْحُرِّيَّة وَلَا يعرف واجباته نَحْو الامة وَلَا الْفَائِدَة من الِاجْتِمَاع بِمَجْلِس المبعوثين
تسلم حزب الِاتِّحَاد والترقي الْحُكُومَة فِي ذَلِك الْوَقْت وَبَدَأَ فِي أَعماله واصلاحاته بهمة لَا تعلاف الكلل وَلَا الْملَل كَانَ أول مَا أبتد أَفِي تنفيذه من الْوَسَائِل النافعة تَعْمِيم الْمُسَاوَاة بَين افراد الامة بوضعهم جَمِيعًا فِي مستوى وَاحِد امام قانون وَاحِد
وَمن الْمَعْلُوم ان هُنَاكَ بعض بقاع فِي الدولة الْعلية لَا يُمكن الانسان فِيهَا ان يخرج من منزله الا بعد ان يُرْخِي الظلام سدوله وَهُنَاكَ بِلَاد لَا يَسْتَطِيع الانسان ان يسير فِيهَا نَهَارا الا وَهُوَ مدجج بِالسِّلَاحِ وَغَيرهَا حَيْثُ لَا يُمكن الانسان ان يتجول الا إِذا اصطحب مَعَه اربعين اَوْ خمسين رَفِيقًا كَمَا كَانَ هُنَاكَ بِلَاد يحارب اهلها بَعضهم بَعْضًا فَبَدَأَ حزب الِاتِّحَاد والترقي يسْعَى سعيا متواصلا لازالة تِلْكَ الْعَوَائِق وتذليل