لَكِن لم ير احْمَد مدحت باشا هَذِه الْهَيْئَة الشوروية الَّتِي بذل جهده لمنحها الْبِلَاد فانه عزل من منصب الصدارة فِي ٢١ محرم سنة ١٢٩٤ ٥ فبراير سنة ١٨٧٧ اعني بعد تَعْيِينه بَاقِل من شَهْرَيْن وَنفي خَارج الممالك المحروسة بِنَاء على مَا القي فِي حَقه من الدسائس لَدَى جلالة السُّلْطَان الاعظم من انه يود ارجاع السُّلْطَان مُرَاد إِلَى عرش الْخلَافَة الْعُظْمَى بِدَعْوَى ان عَزله كَانَ على غير وَجه شَرْعِي وانه حَافظ لقواه الْعَقْلِيَّة لَا يمنعهُ مَانع عَن الْقيام بمهام الدولة وعزى اليه ايضا انه يسْعَى فِي فصل السلطة الدِّينِيَّة عَن السلطة الدُّنْيَوِيَّة أَي الْخلَافَة الاسلامية عَن السلطنة العثمانية بِحَيْثُ لَا يكون السُّلْطَان خَليفَة جَمِيع الْمُسلمين فِي المعمورة بل يكون سُلْطَانا على الامة العثمانية لَيْسَ الا وَبني نَفْيه بِنَاء على الْمَادَّة ١١٣ من القانون الاساسي الَّتِي جَاءَ فِي آخرهَا بعد التَّكَلُّم على اعلان الادارة الْعُرْفِيَّة أَي تَعْطِيل القوانين والنظامات الملكية مؤقتا فِي كل جِهَة ظَهرت فِيهَا امارات الاختلال والعبث بالامن الْعَام مَا نَصه وَمن ثَبت عَلَيْهِم بتحقيقات ادارة الضابطة الموثوقة انهم اخلوا بامنية الْحُكُومَة يكون اخراجهم من الممالك المحروسة وتبعيدهم عَنْهَا منحصرا بيد اقتدار الحضرة السُّلْطَانِيَّة ثمَّ وجهت الصدارة إِلَى مُحَمَّد ادهم باشا مَعَ تَغْيِير وتبديل فِي اغلب الوكلاء وارباب الْوَظَائِف المهمة
[البرلمان العثماني الاول]
وَفِي ٤ ربيع الاول سنة ١٢٩٤ ١٩ مارس سنة ١٨٧٧ فتح البرلمان العثماني الاول فِي سراي بشكطاش وَعند افتتاحه تليت خطْبَة انيقة عَن لِسَان جلالة السُّلْطَان وبحضوره شرحت فِيهَا جَمِيع الاسباب الَّتِي ادت إِلَى انحطاط الدولة وتأخرها سلميا وسياسيا وَبعد تشخيص الدَّاء بَين فِيهَا الدَّوَاء وَمَا يلْزم للملكة من الاصلاحات