هدأت الافكار وعادت النَّاس إِلَى فتح دكاكينهم بعد ان اغلقوها وامنت الدولة امتداد الْفِتْنَة وَدخُول عَسَاكِر الروسيا إِلَى الاستانة بِدَعْوَى حماية من بهَا من المسيحيين
حريق الْبَاب العالي ومخابرات الصُّلْح وَبعد ذَلِك بِثَلَاثَة ايام أَي فِي يَوْم ٢٠ جُمَادَى الاولى ٢٢ مايو التهمت النيرَان جزأ عَظِيما من الْبَاب العالي نَفسه واحرقت دَائِرَة شُورَى الدولة وتوابعها ودائرة الاحكام العدلية والتشريفات والداخلية وَغَيرهَا مَعَ جَمِيع مَا فِيهَا من الامتعة والفروشات والاوراق الرسمية
وَمن المظنون ان هَذَا الْحَرِيق لم يكن الا بِفعل ارباب الثورة انتقاما مِمَّا اصابهم من الخذلان فِي حَادِثَة جراغان
هَذَا ولنرجع إِلَى مخابرات الصُّلْح فَنَقُول ان بعد امضاء الْهُدْنَة ومقدمات الصُّلْح فِي ادرنه ووصول المراكب الانكليزية إِلَى مياه الاستانة خوفًا من احتلال الروس لَهَا طلب الْقَائِد الروسي من الدولة ادخال بعض اورط من المشاة بالاستانة وَكتب الْبُرْنُس غورشاكوف بذلك إِلَى جَمِيع سفراء دولته لَدَى الدول الْعُظْمَى فِي ١٠ فيراير قَائِلا انه من حَيْثُ ان انكلترا ادخلت بعض مراكبها فِي البوسفور لحماية رعاياها وحذت هَذَا الحذو بعض الدول الاخرى وَطلبت من الْبَاب العالي التَّصْرِيح لمراكبها بِالدُّخُولِ فالروسيا لَا ترى بدا من ارسال جُزْء من جيوشها المعسكرة حول الاستانة إِلَى دَاخل الْمَدِينَة لحماية جَمِيع المسيحيين فاضطربت انكلترا لهَذَا الْبَلَاغ وكتبت إِلَى سفيرها بسان بطرسبورج تحتج ضد هَذَا الطّلب مبينَة ان لَا تشابه بَين ارسال السفن الانكليزية إِلَى البوسفور واحتلال الاستانة عسكريا بِوَاسِطَة الْجَيْش الروسي وكلفته ان يخبر حُكُومَة الروسيا بانها لَا تسمح مُطلقًا باحتلال الاستانة وانه لَو دخلت العساكر الروسية اليها تكون مسؤولة عَمَّا ينجم عَن ذَلِك من الاخطار وَلما وصلت هَذِه الرسَالَة إِلَى مسامع الْبُرْنُس غورشاكوف احجم عَن مشروعه وَبعد مخابرات طَوِيلَة قَالَ انه لَا يدْخل عساكره إِلَى الاستانة الا لَو انزلت انكلترا بعض عساكرها إِلَى الْبر وَمَا دَامَت دولة الملكة لَا ترغب ذَلِك فَلَا خوف على الاستانة من احتلال الروس وَبِذَلِك انْتهى هَذَا الاشكال وَبقيت الْجنُود الروسية معسكرة خَارج الْمَدِينَة لَا تتعدى الْحُدُود الَّتِي