وَلما علم محالفو الدولة بِتِلْكَ المقاومة الَّتِي اوقعت فِي قُلُوبهم اعْتِبَار الْجنُود المظفرة والزمتهم الِاعْتِرَاف بشجاعتهم وَقُوَّة باسهم زحفوا بجوشهم إِلَى مَدِينَة وارنه بِقصد مد يَد المساعدة إِلَى الْمَدِينَة المحصورة لَكِن لم ينتظرهم المارشال الروسي بل رفع الْحصار عَن الْمَدِينَة وَعَاد بخفي حنين فاقتفى عمر باشا اثره وَعبر نهر الطونة خَلفه بعد ان هزم مُؤخر جَيْشه عِنْد مَدِينَة جورجيو وَكَانَ فِي عزمه احتلال ولايتي الافلاق والبغدان عقب جيوش الروسيا الَّتِي كَانَت ابتدأت فِي اخلائها لَكِن كَانَت الجيوش النمساوية قد احتلتها ومنعت عمر باشا من اتِّبَاع عَسَاكِر الروسيا حَتَّى اجتازت نهر البروث الْفَاصِل بَين الولايتين واملاك الروسيا بِسَلام
النمسا وَحرب القرم
ولنذكر هُنَا بطرِيق الايجاز المخابرات السياسية الَّتِي ادت إِلَى احتلال النمسا للولايتين
سبق شرحنا علاقات النمسا والروسيا ومقابلة الامبراطورين فِي مَدِينَة اولمنس وابنا ان النمسا كَانَت لَا تود مساعدة الروسيا كَمَا صرح بذلك امبراطورها وَلكنهَا من جِهَة اخرى لَا ترغب مساعدة الدولة الغربية بل غَايَة امانيها ان تكون حكما بَينهم وتبذل قصارى جهدها فِي عدم امتداد املاك الروسيا من جِهَة الطونة وان تجْعَل لنَفسهَا نوع سيادة على جَمِيع الْبِلَاد الْوَاقِعَة على ضفافه وَلذَلِك بِمُجَرَّد مَا علمت باتفاقي الاستانة ولوندره ابرمت مَعَ البروسيا اتِّفَاقًا بتاريخ ٢٢ رَجَب سنة ١٢٧٠ ٢٠ ابريل سنة ١٨٥٤ بَان تسيرا بِاتِّفَاق فِي الْمَسْأَلَة الشرقية وَبَلغت صورته للدول
وَفِي ١٧ رَمَضَان سنة ١٢٧٠ ١٣ يونيه من السّنة الْمَذْكُورَة اتّفقت فرنسا وانكلترا والدولة الْعلية مَعَ النمسا على ان تحتل الجيوش النمساوية ولايتي الافلاق