إِلَى ميناء اودسا لحمل القنصل والرعايا الانكليزية فِي ٨ رَجَب سنة ١٢٧٠ ٦ ابريل فاطلقت القلاع قنابلها عَلَيْهَا مَعَ انها كَانَت حاملة الْعلم الابيض عَلامَة على انها تقصد مخابرة سلمية خلافًا لاصول الْحَرْب الدولية فاتفق الاميرال الانكليزي مَعَ زميله الفرنساوي الاميرال هاملين على اطلاق مدافعهما على الْمَدِينَة ان لم يقدم لَهما حاكمها اعتذارا كَافِيا على هَذَا الْعَمَل العدائي فقصدا الميناء فِي ٢٢ رَجَب ٢٠ ابريل وابلغا طلبهما إِلَى الْحَاكِم وامهلاه ٢٤ سَاعَة
وَلما انْقَضى يَوْم وَاحِد وَعشْرين بِدُونِ ان ياتيهما جَوَاب ابْتَدَأَ قذف القنابل على الْمَدِينَة فِي صَبِيحَة ٢٤ رَجَب ٢٢ مِنْهُ وَاسْتمرّ اطلاقها حَتَّى دمرت قلاع الْمَدِينَة والتهمت النيرَان جزأ مِنْهَا ثمَّ انسحبت الاساطيل من امامها واصطفت امام مينا سباستوبول ودعت الدونانمة الروسية لِلْقِتَالِ وَلما لم تخرج للممحاربة كلف الامير آلان الاميرال ليونس بِضَرْب الثغور الروسية الْوَاقِعَة على الْبَحْر الاسود فَقَامَ بِهَذِهِ المامورية وَفِي اثناء ذَلِك اعلن الامبراطور نقولا الْحَرْب على الدول المعادية لَهُ فِي ١٣ رَجَب سنة ١٢٧٠ ١١ ابريل سنة ١٨٥٤
واصدر اوامره إِلَى المارشال برنس بسكيفتش قَائِد الجيوش المعسكرة على ضفة نهر الطونة الايسر بعبور النَّهر ومحاصرة مَدِينَة سلستريا فصدع المارشال بالامر وحاصر الْمَدِينَة مُدَّة خمس وَثَلَاثِينَ يَوْمًا من ١٥ مايو إِلَى ٢٠ يونيو سنة ١٨٥٤ من ١٧ شعْبَان إِلَى ٢٣ رَمَضَان سنة ١٢٧٠ بِدُونِ ان يقوى على اذلالها مَعَ ان الْجَيْش المحاصر كَانَ مكونا من سِتِّينَ الف مقَاتل وَلم يكن بداخلها من الْجنُود العثمانية الا خَمْسَة عشر الْفَا ضمنهم كثير من المصريين تَحت قيادة مُوسَى باشا من مشاهير قواد الدولة الَّذِي اسْتشْهد فِي الدفاع عَنْهَا