قَاصِدين الهجوم على المدافع للاستيلاء عَلَيْهَا فَقَذَفْتُ عَلَيْهِم من صيب قللها مَا اوقعهم فِي الفشل وايقنوا مَعَه أَن لَا طَاقَة لَهُم على مقاومتها فعكفوا إِلَى ثكناتهم طَالِبين النجَاة لَكِن انى لَهُم ذَلِك وَقد سلطت افواه المدافع عَلَيْهَا فهدمتها واشعلت فِيهَا النيرَان حَتَّى دمرتها على من التجأ اليها وَبِذَلِك انْتَهَت هَذِه الْفِتْنَة المريعة
وَفِي الْيَوْم التَّالِي صدر فرمان سلطاني بابطال فئتهم كُلية وملابسها واصطلاحاتهاواسمها من جَمِيع الممالك المحروسة وَنُودِيَ بذلك فِي الشوارع وصدرت الاوامر إِلَى جَمِيع الولايات بالتفتيش على كل من بَقِي مِنْهُم واعدامه أَو نَفْيه إِلَى اطراف الْبِلَاد حَتَّى لَا تبقى مِنْهَا بَاقِيَة وَمن ثمَّ اخذ السُّلْطَان فِي تَرْتِيب وتنظيم الجيوش بهمة لم يمسسها ملال وَعين لادخال هَذِه التنظيمات لجنة من اكابر الوزراء وقلد حُسَيْن باشا الَّذِي كَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي ابادة الانكشارية قائدا عَاما لَهُم سر عَسْكَر وبذل السُّلْطَان ومشيروه اهتمامهم حَتَّى لم تمض السّنة الا وَقد تمّ تنظيم عشْرين الف وتمت المعدات لابلاغهم فِي ختام السّنة التالية مائَة وَعشْرين الْفَا
الْحَرْب مَعَ الروسيا ومعاهدة ادرنه
هَذَا ولنرجع إِلَى ذكر الدولة الروسية وَبَيَان مَا تمّ بِالنِّسْبَةِ لليونان واستقلالها فَنَقُول بِمُجَرَّد مَا اعلنت الروسيا الْحَرْب سَارَتْ جيوشها الَّتِي كَانَت منتظرة ومتأهبة على الْحُدُود واجتازت نهر بروث الْفَاصِل بَين املاك الدولتين واحتلت مَدِينَة ياش عَاصِمَة البغدان
وَفِي ٢٨ الْقعدَة سنة ١٢٤٣ ١٣ يونيو سنة ١٨٢٨ دخلت بوخارست عَاصِمَة الافلاق وقبضت على حاكمي الولايتين وَصَارَت ادارتهما فِي ايدي مندوبين من طرفهما وَبعد ذَلِك احتلت الجيوش الروسية الْبِلَاد العثمانية إِلَى نهر الطونه وعدة مدن وَاقعَة على ضفتيه واجتازته بِدُونِ كثير ممانعة ثمَّ حاصرت مَدِينَة وارنه برا وبحرا لعدم وجود مراكب عثمانية تحميها من جِهَة الْبَحْر بعد وَاقعَة ناورين واتى القيصر نقولا بِذَاتِهِ لمراقبة الْحصار وَبعد قَلِيل سَار فِي جَيش عَظِيم لمحاصرة السِّرّ عَسْكَر حُسَيْن باشا فِي مَدِينَة شومله واحتل مَدِينَة اسكي استانبول للتمكن من كَمَال محاصرتها لكم لم يلبث أَن رفع عَنْهَا