من قبيل الْمَعْدُوم تراجع ضمائر الدول الَّذين تعتقد فيهم بَقَاء الصداقة والمودة كَمَا كَانَ فِي سالف الزَّمن وَفِي الْجُمْلَة فان الْوَسِيلَة الوحيدة لازالة الْخطر الَّذِي يخَاف مِنْهُ على السّلم هِيَ الْمُبَادرَة إِلَى وضع السِّلَاح وَالْجَوَاب الَّذِي صرحت بِهِ الدولة آنِفا عَن سفير الروسيا يسهل للدول الْحُصُول على هَذِه النتيجة وَلَا شكّ ان الدول لَا تُرِيدُ ان تكلّف الدولة بِمَا يخل بحقوقها وَيُوجب عَلَيْهَا الاضرار والخسائر فانت مُكَلّف بِقِرَاءَة اللائحة على نَاظر الخارجبة وَترك نُسْخَة مِنْهَا عِنْده اهـ
اعلان الْحَرْب
لم يسع الروسيا بعد رفض الْبَاب العالي للائحة لوندره وتصميمه على الدفاع عَن شرف الدولة وَعدم الانصياع لطلبات اوروبا المسيحية الْغَيْر حقة الا اعلان الْحَرْب وَلَكِن قبل اعلانه امضت مَعَ امارة رومانيا الافلاق والبغدان معاهدة سَرِيَّة بتاريخ ١٦ ابريل سنة ١٨٧٧ وضعت رومانيا بمقتضاها جَمِيع مخازنها ومؤنها وذخائرها تَحت تصرف الروسيا ثمَّ فِي ٢٤ مِنْهُ كتب الْبُرْنُس غورشاكوف إِلَى توفيق بك الْمُكَلف بمصالح الْبَاب العالي فِي سان بطرسبورج كتابا يَقُول فِيهِ ان سَيّده الامبراطور رأى نَفسه مُضْطَرّا بِكُل اسف ان يعْتَمد على قُوَّة السِّلَاح لتنفيذ مطالبه وكلفه بَان يخبر دولته بِأَن الروسيا تعْتَبر نَفسهَا من هَذَا الْيَوْم فِي حَالَة الْحَرْب مَعَ الدولة وان يحبره عَن عدد مستخدمي السفارة ليعطي لَهُم جَوَاز السّفر عَلامَة على قطع العلاقات بِسَبَب الْحَرْب فابلغ توفيق بك هَذَا الْخطاب إِلَى الْبَاب العالي وَكَانَ المسيو نيليدوف الَّذِي نيطت بِهِ اعمال السفارة الروسية بعد سفر الجنرال اغناتيف قد ترك الاستانة فِي الْيَوْم الَّذِي قبله قطعا للعلاقات السياسية فَكتب الْبَاب العالي نشرة تلغرافية إِلَى سفرائه لَدَى الدول الموقعة على معاهدة باريس فِي سنة ١٨٥٦ بتاريخ ٢٥ ابريل يكلفهم باخبار الدول الْمَعْنيين لَدَيْهَا باعلان الروسيا بمحاربتها للدولة بِدُونِ توَسط الدول طبقًا للمادة الثَّامِنَة من معاهدة باريس الْمَذْكُورَة الَّتِي نَصهَا إِذا حدث بَين الْبَاب العالي واحدى الدول المتعاهدة خلاف خيف مِنْهُ على اختلال الفتهم وَقطع سلطتهم فَمن قبل ان يعْتَمد الْبَاب العالي وَتلك الدولة الْمُنَازعَة لَهُ على اعمال الْقُوَّة والجبر