وَكَانَت مُدَّة خلَافَة السُّلْطَان مَحْمُود احدى وَثَلَاثِينَ سنة وَعشرَة شهور وَمَات عَن ارْبَعْ وَخمسين سنة تَقْرِيبًا وَكَانَت ولادَة السُّلْطَان عبد الْمجِيد فِي ١٤ شعْبَان سنة ١٢٣٧ ٦ مايو سنة ١٨٢٢ وَكَانَ اذ ذَاك سنه ١٧ فَتَوَلّى الْخلَافَة وَلم يبلغ الثَّامِنَة عشرَة من عمره وَكَانَت الْحُكُومَة فِي غَايَة الِاضْطِرَاب بِسَبَب انتصار جيوش مُحَمَّد عَليّ باشا بنصيبين كَمَا مر واحتلال جيوشه لمدائن عين تَابَ وقيصرية وملطية
وَمِمَّا زَاد احوال الدولة ارتباكا وشغل الخواطر باوروبا ان احْمَد باشا القبودان الْعَام للدونانمة التركية خرج بِجَمِيعِ مراكبه الحربية واتى بهَا إِلَى ثغر الاسكندرية وَسلمهَا إِلَى مُحَمَّد عَليّ باشا فِي ٢ جماد اول سنة ١٢٥٥ ١٤ يوليو سنة ١٨٣٩ وَكَانَ فعل احْمَد باشا القبودان مسببا عَن تَوْجِيه منصب الصدارة الْعُظْمَى إِلَى خسرو باشا الَّذِي كَانَ قد سبق تَعْيِينه واليا على مصر وَخرج مِنْهَا بِنَاء على رَغْبَة الاهالي فِي تعْيين مُحَمَّد عَليّ باشا واليا عَلَيْهَا وخوفه من الايقاع بِهِ بِسَبَب مَا كَانَ بَينه وَبَين مُحَمَّد عَليّ باشا من علائق الارتباط والمحبة
لما علم قناصل الدول بالاستانة بِتَسْلِيم الدونامة التركية إِلَى مُحَمَّد عَليّ باشا خَشوا رحف ابراهيم باشا على الْقُسْطَنْطِينِيَّة فترسل الروسيا جيوشها لمحاربته بِنَاء على معاهدة خونكار اسكله سي لَا سِيمَا وَقد فقدت الدولة جَمِيع جيوشها الْبَريَّة وسفنها الحربية فأرسلوا إِلَى الْبَاب العالي لائحة اشتراكية بتاريخ ١٦ جماد اول سنة ١٢٥٥ ٢٨ يوليو سنة ١٨٣٩ ممضاة من سفراء فرنسا وانكلترا والروسيا والنمسا والبروسيا يطْلبُونَ مِنْهُ ان لَا يقر شَيْئا فِي امْر الْمَسْأَلَة المصرية الا باطلاعهم