مَعَ انكلترا الَّتِي كَانَ قَصدهَا منع الْحَرْب بَين الدولتين اضْطر الْبَاب العالي إِلَى التَّصْدِيق على معاهدة آق كرمان فِي ٢٨ صفر سنة ١٢٤٢ ١ اكتوبر سنة ١٨٢٦ وملخصها أَن يكون للروسيا حق الملاحة فِي الْبَحْر الاسود والمرور من البوغازين بِدُونِ أَن يكون للدولة وَجه فِي تفتيش سفنهاوأن تنتخب حكام ولايتي الافلاق والبغدان بِمَعْرِِفَة الاعيان لمُدَّة سبع سنوات مَعَ عدم جَوَاز عزلهما أَو احدهما الا باقرار الروسيا وَأَن تكون ولَايَة الصرب مُسْتَقلَّة تَقْرِيبًا وَأَن لَا تحتل العساكر التركية الا قلعة بلغراد وَثَلَاث قلاع اخرى وَلم يذكر بِهَذِهِ المعاهدة شَيْء عَن اليونان لايجاد سَبَب للاشكال فِي الْمُسْتَقْبل بل اتّفقت الروسيا وانكلترا على اسْتِعْمَال كل نفوذهما لوضع حد للحروب المستمرة بهَا وَلَو كره الْبَاب العالي ووافقتهما دوَل النمسا والبروسيا وفرنسا وَهَذَا نَص اتِّفَاق آق كرمان
اتِّفَاق آق كرمان
البند الاول جَمِيع قيود واشتراطات معاهدة الصُّلْح المبرمة فِي بخارست بتاريخ ٢٤ اكتوبر سنة ١٨٣١ قد تقررت بِهَذَا الِاتِّفَاق الحالي من حَيْثُ قوتها الجوهرية ومبناها كَمَا لَو كَانَت معاهدة بخارست هَذِه ذكرت فِيهِ كلمة فكلمة إِذْ أَن الْغَرَض من الايضاحات الَّتِي هِيَ مَوْضُوع هَذَا الِاتِّفَاق الحالي لَيْسَ الا تَحْدِيد معنى بنود المعاهدة الْمَذْكُورَة بالضبط وتقوية دعائمها
البند الثَّانِي حَيْثُ أَن مَا جَاءَ فِي البند الرَّابِع من معاهدة بخارست بِخُصُوص تَحْدِيد تخوم الدولتين فِي الجزيرتين العظيمتين الموجودتين بالدانوب امام مدينتي اسماعيل وكلي اللَّتَيْنِ مَعَ استمرارهما ملكا للباب العالي كَانَ تقرر بَقَاء جُزْء مِنْهُمَا قاحلا غير آهل بالسكان علم فِيمَا بعد عدم امكان تنفيذه نظرا للموانع الناشئة عَن فيضان النَّهر حَيْثُ ثَبت بالتجربة ضَرُورَة اقامة حد فاصل ثَابت ذِي امتداد كَاف بَين سكان الشواطئ الْمَمْلُوكَة للطرفين لمنع حُصُول أَي اخْتِلَاط بَينهم فتنقطع بِهَذِهِ الْوَاسِطَة كَافَّة المنازعات والارتباكات المستمرة الَّتِي تنْتج