بعيد الِاحْتِمَال ايضا ويغلب على الظَّن ان مَا حمله على هَذَا الْفِعْل الا تعلقه بالسلطان الشَّهِيد وعائلته ولتواتر الاشاعات ان السُّلْطَان عبد الْعَزِيز مَاتَ مقتولا بدسيسة هَؤُلَاءِ الوزراء بايعاز من بعض الدول ذَوَات الصَّالح الاكبر فِي الشرق اراد قَتلهمْ انتقاما لسلطانه المرحوم الَّذِي ذهب فريسة الدسائس الاجنبية
عزل السُّلْطَان مُرَاد
السُّلْطَان مُرَاد الْخَامِس هُوَ ابْن السُّلْطَان عبد الْمجِيد خَان ولد فِي ٢٥ رَجَب سنة ١٢٥٦ وارتقى منصب الْخلَافَة فِي ٧ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٩٣ ٣١ مايو ١٨٧٦ وَكَانَ متعلما مهذبا ميالا للاصلاح محبا للمساواة بَين جَمِيع اصناف رَعيته مقتصدا فِي مصرفه غير ميال للسرف والترف يشْهد بذلك الفرمان الَّذِي ارسله إِلَى الْبَاب العالي بابقاء الوزراء وَجَمِيع المأمورين فِي وظائفهم ومبينا فِيهِ خطة الاصلاح الَّذِي يُرِيد اجراؤه وَهَا هُوَ بنصه
وزيري سمير الحمية مُحَمَّد رشدي باشا
انه لما وَقع الان بارادة جناب مَالك الْملك الازلية وباجماع الرّعية ورغبتها جلوسنا على تخت اجدادنا الْعِظَام جددنا ابقاء خدمَة الصدراة فِي عهدتكم اعْتِمَادًا على مَا جرب من رؤيتكم وحميتكم واقررنا جَمِيع الوكلاء والمأمورين فِي مأموريتهم وَخدمَتهمْ وَقد عرف النَّاس اجْمَعْ ان مَا طَرَأَ من مشكلات الاحوال على الدولة فِي امورها الداخلية والخارجية ولد فِي افكار الْعَامَّة قلَّة الامنية فافضى ذَلِك لمضرتهم مَالا وملكا وتنوعت بِنَاء عَلَيْهِ اشكال عدم استراحتهم فَكَانَ من الْوَاجِب ان نتَّخذ على الْفَوْر طَرِيقا لاستئصال هَذِه الْحَال واصلاحها تامينا وتنشيطا للملكة وَعُمُوم تبعة الدولة فِي صُورَة تتكفل ماديا ومعنويا بسعادتهما وسلامتهما وَلَا شكّ ان هَذَا يتَوَقَّف على تاسيس اصول ادارة الدولة على اساس صَحِيح ومتين وَهُوَ الَّذِي مَا بَرحت افكارنا محصورة فِي النّظر اليه ونوايانا معطوفة عَلَيْهِ فَلِذَا كَانَ جلّ ماثورنا الْخَالِص اولا اجراء الاحكام الشَّرْعِيَّة وَتَقْيِيد ادارة الدولة العمومية بقوانين قَوِيَّة مُوَافقَة لنَفس الامر ولقابلية الاهالي وَالْحَالة هَذِه ان يتذاكر الوكلاء فِي كَيفَ يلْزم ان تكون تِلْكَ الْقَاعِدَة السالمة الثَّابِتَة وَمَا هُوَ الاساس الَّذِي تبنى عَلَيْهِ لتَكون