للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كافلة لعُمُوم رعيتنا السُّلْطَانِيَّة التَّمَتُّع بِتمَام الْحُرِّيَّة بِدُونِ اسْتثِْنَاء وتؤهلهم لانواع الترقي وتميل كل فَرد مِنْهُم للاتحاد بالفكر وَالنِّيَّة على الْمحبَّة والمحافظة على الوطن والدولة وَالْملَّة فيبادرون للاستئذان على مايقر عَلَيْهِ الْقَرار ثَانِيًا ان المهم اللَّازِم نظرا لهَذِهِ النِّيَّة الاساسية انما هُوَ تَجْدِيد تنظيم نظامات وادارات شُورَى الدولة والاحكام العدلية والمعارف العمومية وامور الْمَالِيَّة وَسَائِر الماموريات فَيَنْبَغِي إِذا النّظر فِي تنظيم ذَلِك بالتتابع ثَالِثا لما كَانَت الْمصَالح الاميرية هِيَ احدى الاحوال المعظمة الَّتِي اوقعت امور الدولة فِي اشكال كَانَ من الْوَاجِبَات وعَلى حِسَاب مَا سيشرع بِهِ من التنظيمات ادخال الْمُعَامَلَات الْمَالِيَّة تَحت التَّأْمِين أَي انها ترْبط بقاعدة وَثِيقَة وتوضع تَحت نظارة قويمة تمنح الْعُمُوم تأمينا على عدم وُقُوع مَصْرُوف خَارج عَن الميزانية واعانة لهَذَا التَّدْبِير قد نزلنَا من تخصيصات خزينتنا الْخَاصَّة سِتِّينَ الف كيس وَتَركنَا كَذَلِك إِلَى خزينة الْمَالِيَّة ادارة مَعْدن الفحم فِي اركلي وَسَائِر الْمَعَادِن وَبَعض المعامل وحاصلاتها باجمعها فبناء عَلَيْهِ يلْزم الاعتناء كَذَلِك باجراء مثل هَذِه التعديلات والتصرفات فِي سَائِر الْجِهَات تسهيلا ولحصول الموازنة فِي الامور الْمَالِيَّة رَابِعا فلتدم كَافَّة معاهداتنا مَعَ الدول المتحابة مرعية الاجراء وَيصرف المجهود بتأكيد الْحبّ والموالاة وتزييد المصافاة فِيمَا بَين دولتنا الْعلية وَجَمِيع الدول فنسأل جناب الْحق الْمعِين ان يوفقنا للخير اجمعين فِي ١٦ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٩٣ ٩ يونيو ١٨٧٦ اهـ

لَكِن لم يتح لَهُ الدَّهْر اتمام هاتيك المشروعات الجليلة ذَات الْفَوَائِد الجزيلة بل ظَهرت عَلَيْهِ عَلَامَات الِاضْطِرَاب العصبي عقب تَوليته بِنَحْوِ اسبوع ثمَّ ازدادت شَيْئا فَشَيْئًا خُصُوصا بعد مَا بلغه خبر قتل حُسَيْن عوني باشا وَمُحَمّد رَاشد باشا بِالصّفةِ الَّتِي سبق شرحها حَتَّى لم يتَمَكَّن من تَمْيِيز الوزراء عَن بَعضهم وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ الصَّدْر الاعظم يخفي هَذَا الامر عَن الْعُمُوم لَكِن ذاع خَبره لعدم اجراء الاحتفال بِتَسْلِيمِهِ السَّيْف السلطاني فِي جَامع ابي ايوب الانصاري حسب الْعَادة وَلعدم مُقَابلَته قناصل الدول ليقدموا اليه اوراق تَجْدِيد تعيينهم لَدَى حكومته واخيرا لما اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَال استدعى الوزراء الطَّبِيب ليدزورف النمساوي الشهير بمداواة الامراض الْعَقْلِيَّة فَحَضَرَ وَبعد ان فحص جلالته ولازمه عدَّة ايام متفرسا

<<  <   >  >>