اسْتِعْمَال الْجنُود ضد الاهالي واطلاق المدافع عَلَيْهِم فِي هَذِه العواصم وامتدت ايضا إِلَى بِلَاد بولونيا الَّتِي سبق تقسيمها بَين الروسيا والنمسا والبروسيا وَإِلَى بِلَاد المجر الَّتِي صَارَت تَابِعَة لمملكة النمسا بعد انسلاخها عَن الدولة العثمانية كَمَا مر فِي مَوْضِعه
لَكِن لما كَانَت الروسيا لَا تود رُجُوع مملكة بولونيا إِلَى سَابق وحدتها وَكَذَلِكَ لاترغب انْفِصَال المجر عَن النمسا وتشكلها بهيئة حُكُومَة مُسْتَقلَّة خوفًا من ان تكون حجر عَثْرَة فِي طَرِيق تقدمها نَحْو الاستانة ارسلت جيوشها إِلَى بولونيا لاطفاء شرر الثورة قبل امتدادها وساعدت النمسا على محاربة المجر لادخالها فِي طاعتها كَمَا كَانَت وَطلبت من الدولة الْعلية بإلحاح كَاد يُفْضِي إِلَى الْقِتَال تَسْلِيم من التجأ إِلَى بلادها من زعماء المجر فامتنعت الدولة عَن تسليمهم طبقًا لقانون الدول القَاضِي بِعَدَمِ تَسْلِيم الْمُجْرمين السياسيين
اتِّفَاق بلطه ليمان
وَكَانَ من نتائج حَرَكَة سنة ١٨٤٨ العمومية ان طمحت انظار اهالي الافلاق والبغدان للاستقلال والانضمام إِلَى سكان ترنسلفانيا وبكوفين لتكوين مملكة رومانية جَدِيدَة فثارتا على اميريها واضطرتاهما إِلَى الْفِرَار واقامتا مَكَانَهُ حُكُومَة مُؤَقَّتَة فَأرْسلت الدولة الْعلية جيوشها تَحت قيادة عمر باشا اُحْدُ قوادها الْمَشْهُورين لاعادة الاحوال إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ فارسلت الروسيا عساكرها إِلَى بِلَاد البغدان فِي ٢٢ رَجَب سنة ١٢٦٥ ١٣ يونيو سنة ١٨٤٨ وطردت الْحُكُومَة المؤقتة واحتلت امارة الافلاق فعارضت الدولة واحتجت ضد هَذَا الاحتلال وَصَارَت الْحَرْب بَينهمَا اقْربْ من حَبل الوريد ثمَّ دارت بَينهمَا المخابرات للوصول إِلَى مَا يمْنَع الْحَرْب واتفقتا اخيرا فِي اول مايو من السّنة الْمَذْكُورَة على ان يبْقى حق