كل مَا يَبْدُو مِنْهُ من الاقوال والاشارات واستعلم عَن عاداته وَكَيْفِيَّة معيشته قَالَ بتعسر برئه من هَذَا الْمَرَض فتشاور الوزراء فِي الامر ثمَّ عرضوا على اخيه عبد الحميد افندي ان تسلم اليه مقاليد الاحكام حَيْثُ حكم الاطباء بِعَدَمِ لياقة اخيه السُّلْطَان مُرَاد لادارة مهامها فاجابهم حفظه الله واطال عمره ان الاولى عدم التسرع فِي الامور رُبمَا يمن الله عَلَيْهِ بالشفاء وَيعود إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من شدَّة الذكاء وتوقد الذِّهْن فامتثل الوزراء لَكِن لما رَأَوْا ان الْحَالة فِي ازدياد اجْتَمعُوا فِي يَوْم الاربعاء ١٠ شعْبَان سنة ١٢٩٣ ٣١ اغسطس سنة ١٨٧٦ وقرروا بِوُجُوب الْمُبَايعَة لمولانا السُّلْطَان عبد الحميد خَان الثَّانِي ادامه الله وارسلوا رقيما لوالدة السُّلْطَان مُرَاد يخبرونها بذلك فاجابت باستحسان مَا قرروه ثمَّ فِي صباح يَوْم الْخَمِيس اجْتمع الوزراء ثَانِيَة واستدعوا شيخ الاسلام خير الله افندي وَجَمِيع الذوات وَالْعُلَمَاء والامراء والاعيان واستفتوا مَوْلَانَا شيخ الاسلام فِي الامر فافتى بِوُجُوب عَزله وهاك نَص الْفَتْوَى
صُورَة استفتاء الوزراء فِي وجوب خلع السُّلْطَان مُرَاد خَان الْخَامِس
إِذا جن امام الْمُسلمين جنونا مطبقا ففات الْمَقْصُود من الامامة فَهَل يَصح حل الامامة من عهدته الْجَواب يَصح وَالله اعْلَم كتبه الْفَقِير حسن خير الله عفى عَنهُ