ابْن السُّلْطَان عبد الحميد الاول ولد فِي ١٣ رَمَضَان سنة ١١٩٩ ٢٠ يوليو سنة ١٧٨٥ وافتتح اعماله بِأَن قلد مصطفى باشا البيرقدار منصب الصدارة الْعُظْمَى ووكل اليه امْر تنظيم الانكشارية واجبارهم على اتِّبَاع نظاماتهم الْقَدِيمَة المسنونة من عهد السُّلْطَان سُلَيْمَان القانوني واهملت شَيْئا فَشَيْئًا فَبعد أَن انتقم البيرقدار مِمَّن قاوموه عِنْد ارجاع السُّلْطَان سليم وَكَانُوا سَببا فِي قَتله استدعى جَمِيع ذَوَات الدولة ووزرائها واعيانها لمجلس حافل وَلما لبوا دَعوته قَامَ فيهم خَطِيبًا واظهر لَهُم مَا كَانَت عَلَيْهِ حَالَة الانكشارية وَمَا وصلت اليه وَمَا يجب أَن تكون عَلَيْهِ من النظام وضرورة تقليدهم الاسلحة النارية المخترعة حَدِيثا وَالَّتِي كَانَ اسْتِعْمَالهَا فِي جيوش الروسيا سَبَب انتصاراتهم الاخيرة على جيوش الدولة ثمَّ ختم كَلَامه بِأَن عرض عَلَيْهِم عدَّة اقتراحات مهمة مِنْهَا الزامهم بملازمة ثكناتهم العسكرية خُصُوصا غير المتزوجين مِنْهُم وَقطع علائف ومرتبات الساكنين خَارِجا عَنْهَا وَجعل تمرينهم على التعليمات العسكرية المسنونة فِي قانون السُّلْطَان سُلَيْمَان الزاميا وتسليحهم بالاسلحة الجديدة النارية وتمرينهم على الاصول العسكرية الجديدة المستعملة فِي جيوش اوروبا وَالَّتِي اكسبتهم قُوَّة عَظِيمَة وَغير ذَلِك من الاصلاحات والترتيبات الَّتِي لَو اتبعت لاصبح جَيش الانكشارية اقوى جيوش الْعَالم كَمَا كَانَ فِي بادئ الامر قبل تسلطن الْخلَل عَلَيْهِ وتدخله فِي الامور الداخلية والخارجية وَنصب الوزراء والملوك وعزلهم بِلَا حق مُطلقًا فَأقر الْجَمِيع على كل مَا جَاءَ فِي مَشْرُوع البيرقدار وحرروا محضرا بذلك ثمَّ لم يكتف هُوَ بذلك بل استحصل على فَتْوَى بضرورة تَنْفِيذ نظامات الانكشارية