وَفِي يَوْم الْخَمِيس دَخلهَا بموكب حافل مارا من بَاب النَّصْر إِلَى القلعة وزينت الْمَدِينَة سَبْعَة ايام مُتَوَالِيَة
وَبعد ذَلِك امكن عَزِيز مصر التفرغ لاصلاح الْبِلَاد فننظم الجندية على النظامات الاوروبية وعاونه على ذَلِك الكلونيل سيف الفرنساوي الَّذِي تسمى فِيمَا بعد باسم سُلَيْمَان باشا ثمَّ شرع فِي فتح بِلَاد السودَان فَفَتحهَا وَلَده اسماعيل باشا الَّذِي مَاتَ بهَا حرقا وَبَطل الْحجاز ابراهيم باشا من سنة ١٨٢٠ إِلَى سنة ١٨٢٣
عصيان عَليّ باشا وَالِي يانيه
سبق لنا ذكر تحصن عَليّ باشا فِي اقليم ابيروس وَمَا جاورها واستخفافه بالدولة واوامرها ونقول إِن الدولة لم ترد المسارعة فِي مجازاته لاشتغالها بِمَا هُوَ اهم مِنْهُ من الشؤن الداخلية والخارجية فَحمل هَذَا التغاضي على الْخَوْف وَزَاد فِي عدم احترام الاوامر الَّتِي ترد اليه من الاستانة حَتَّى وصلت بِهِ الْحَالة إِلَى الِامْتِنَاع عَن دفع الْخراج وَعدم ارسال من يطْلب مِنْهُ من الشبَّان للعسكرية واخيرا ارسل اُحْدُ اتِّبَاعه إِلَى الاستانة لقتل بعض خَواص السُّلْطَان لعدم مساعدته لَهُ فِي الدِّيوَان السلطاني فَقتله رَسُول السوء فِي احدى شوارع الاستانة الْعلية وَلما ظهر أَن ذَلِك بإيعاز عَليّ باشا امْر السُّلْطَان بمحاكمته وَكتب بِطَلَبِهِ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة لمعاقبته أَو تبرئته حسب مَا يظهره التَّحْقِيق فَامْتنعَ عَن الْحُضُور وجاهر بالعصيان غير مبال ببطش الدولة وراسل زعماء اليونان الَّذين كَانُوا ابتدأوا فِي الْهياج وَالِاضْطِرَاب طلبا للحرية لَكِن تداركت الدولة الامر قبل تفاقم الْخطب وارسلت اليه جيوشا كَافِيَة لقمعه تَحت قيادة من يَدعِي خورشيد باشا فحاربه هَذَا الْقَائِد وحصره يانيا مُدَّة وضايق عَلَيْهِ الْحصار حَتَّى يئس من وُصُول المدد اليه من زعماء اليونان
وَلما رأى أَن لَا مناص لَهُ من التَّسْلِيم فاتح خورشيد باشا فِي ذَلِك فِي يناير سنة ١٨٢٢ ثمَّ اجْتمع بِهِ فِي ١٣ جُمَادَى الاولى سنة ١٢٣٧ ٥ فبراير التَّالِي للاتفاق على شُرُوط التَّسْلِيم فأبرز لَهُ خورشيد باشا الفرمان السلطاني القَاضِي بقتْله جَزَاء تمرده وعصيانه على الدولة الَّتِي والت عَلَيْهِ نعمائها ورفعته إِلَى اعلى الدَّرَجَات وَفِي الْحَال احاط بِهِ الْجند وقبضوا عَلَيْهِ واوردوه الْحمام ثمَّ جزوا رَأسه